محللون سياسيون سعوديون: موقف عربي موحّد ضد التهجير
 
			كتبت - نيفين عبد الهادي
جهود دبلوماسية عربية بدأها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية ووضع لاءات الدول العربية التي تنسجم مع لاءات جلالة الملك، على طاولة الإدارة الأميركية، وأمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدا أن «لا للتهجير»، و»لا لتصفية القضية الفلسطينية»، «ولا للمساس بحل الدولتين»، ليتبع جبهة عربية قوية تقف دبلوماسيا وسياسيا لمواجهة أي تهديدات تمس القضية الفلسطينية، لتتجه بوصلة الاهتمام العربي اليوم لجهة فلسطينية داعمة ومؤيدة حدّ التشابك العربي العربي، والرسمي مع الشعبي.
تستعد الدول العربية لقمة خماسية تجمع قادة الأردن والسعودية ومصر وقطر والإمارات في الرياض الشهر الحالي لمناقشة الرد على خطة ترامب بشأن تهجير سكان غزة، بتأكيدات عربية وتنسيق كبير، برفض بشكل قاطع ونهائي للخطط الأميركية الإسرائيلية، ووأدها قبل أن ترى النور، بكلمة عربية واحدة، فيما سيتبع هذه القمة قمة القاهرة التي ستعقد في 27 الشهر الحالي، وحتما ستخرج بقرارات تنتصر لفلسطين وغزة، وتضع خططا لإعمار غزة دون تهجير أهلها.
تتسابق الخطى العربية التي كشف عنها جلالة الملك عبدالله الثاني في لقائه التاريخي مع الرئيس ترامب، بأن قرارات عربية سوف تصدر قريبا تتعلق بخطة ترامب، وكذلك بوضع رؤية عربية متكاملة لإعادة إعمار غزة، وستكون قرارات عربية واحدة، بصوت عربي موحّد يصب لصالح غزة وفلسطين، والمنطقة، ويمنع حدوث أي مساس بالأمن القومي للمنطقة وتحديدا للأردن ومصر، حيث تستهدفهما خطة ترامب.
وللشقيقة السعودية بمتابعة من سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، جهد بارز خلال الآونة الحالية، بتنسيق لا ينقطع مع الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وتتجه الأنظار نحو الرياض التي تستضيف القمة الخماسية، وسيتم خلالها صياغة رؤى عامة لنتائج قمة القاهرة، بتأكيدات سعودية على أهمية دور جلالة الملك عبدالله الثاني، وموقفه الشجاع خلال لقائه بترامب.
وقال محللون سياسيون من المملكة العربية السعودية، في حديثهم لـ»الدستور» إن دور جلالة الملك عبدالله الثاني هام جدا خلال المرحلة الحالية في الوصول لتنسيق عربي كبير لمنع تنفيذ المخطط الأميركي في غزة، مؤكدين أن دور وموقف جلالته في الولايات المتحدة غاية في الأهمية والشجاعة، وسيكون له الأثر الكبير في عودة ترامب عن مخططاته.
وكشف المتحدثون في حديثهم الهاتفي لـ»الدستور» أن قمة الرياض الخماسية سوف تؤكد على اللاءات العربية المنسجمة مع لاءات جلالة الملك عبدالله الثاني وأنه سيتم الوصول لآليات إعمار غزة دون تهجير أهلها.
ولفت المتحدثون إلى أهمية زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة ولقاء جلالته الهام جدا مع الرئيس ترامب، وما قدم خلاله من شجاعة في إيصال الموقف الأردني والعربي، فالدول العربية لا يمكنها القبول بتهجير الأشقاء في غزة.
وذكر المتحدثون أن التنسيق العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية حول جميع القضايا الإقليمية والدولية، وتجاه العلاقات الثنائية قوي جدًا وقائم على أسس وروابط ثابتة وراسخة تستمد قوتها من وحدة المصير المشترك والعلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين في السعودية والأردن، وقد أثبتت الأحداث التاريخية والحالية عمق هذه العلاقات والتلاحم بين السعودية والأردن، وهذا ما ظهر بوضوح في رد البلدين الحازم على طروحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
الدكتور عبد العزيز بن صقر
رئيس مجلس إدارة مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر قال: التنسيق العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية حول جميع القضايا الإقليمية والدولية، وتجاه العلاقات الثنائية قوي جدًا وقائم على أسس وروابط ثابتة وراسخة تستمد قوتها من وحدة المصير المشترك والعلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين في السعودية والأردن، والعلاقات الراسخة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، وأخيهما جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكد: أثبتت الأحداث التاريخية والحالية ما يؤكد عمق هذه العلاقات والتلاحم بين السعودية والأردن، وهذا ما ظهر بوضوح إثر نشوب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ثم ما تلا ذلك من تصريحات للرئيس الأميركي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حول ما يسمونه تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه وترابه، ومحاولات حرمانه من حقه التاريخي في العيش ضمن دولته المستقلة على حدود 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما تؤكد عليه جميع المواقف السعودية والأردنية وكل الدول العربية وكافة القرارات الأممية والمبادرات والمواقف العربية المشتركة الرافضة لتصريحات الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بكل قوة ووضوح ودون لبس أو غموض أو مواربة.
ولفت بن صقر إلى أن هذا الموقف العربي الصلب غير قابل للتغيير أو المساومة، ولذلك تأتي القمة الخماسية العربية التي تستضيفها الرياض خلال أيام بمشاركة مصر والأردن والإمارات وقطر، لتثبيت الموقف العربي الرافض لمزاعم التهجير، ولتؤسس لموقف عربي جماعي موحد في القمة العربية بالقاهرة، التي ستركز على الموقف العربي الرافض للتهجير، وتقدم خططًا وتصورات عملية لإعادة إعمار غزة، وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني على أرضه في قطاع غزة، وإزالة آثار التدمير الذي لحق بالقطاع.
وبين بن صقر أن الدول العربية تجمع اليوم على موقف واحد لجهة منع تنفيذ مخطط ترامب، فمن غير المقبول تهجير وطرد سكان غزة لأجل تعميرها، فهناك خطة عربية متكاملة لإعمار غزة دون تهجير سكانها، وسيتم الإعلان عن صندوق يؤسس لغايات الإعمار، فإعمار غزة يحتاج 20 مليار دولار.
وأبدى بن صقر استغرابه من الولايات المتحدة والرئيس الأميركي بإصراره على طرد الفلسطينيين حتى يتم إعمار غزة، مذكرا هنا أن ألمانيا دمرت في الحرب العالمية، وذهب ضحايا الحرب أكثر من (9) ملايين ونصف مليون وعند إعمار بلدهم لم يطردوا منها لإعمارها، إنما تم ذلك وهم على أرضهم وبلدهم، ما يجعلنا نتساءل لماذا طرح ترامب طرد الفلسطينيين لإعمار غزة، وهذه سابقة لم تحدث من قبل، مبينا أن على أميركا أن تترك للفلسطينيين حق تقرير المصير.
ورأى بن صقر أن المبادرة العربية يجب أن تنقل وتصبح الآن مبادرة دولية، وهذه المرحلة جيدة لهذا النقاش، والآن ينتظر وجود مبعوث جديد لمنطقة الشرق الأوسط سيكون طرح الموضوع أمرا إيجابيا، وسيدعم نتائج قمة الرياض التي تتجه لها أنظار العالم.
أحمد الشهري
المحلل السياسي والاقتصادي السعودي أحمد الشهري قال: تتجه اليوم بوصلة العالم كما الدول العربية نحو المنطقة، وتحديدا نحو قمة الرياض الخماسية وما سيتبعها من قمة القاهرة، حيث تسعى الدول العربية للوصول إلى قرار عربي موحد بعيدا عن سياسة ترامب، وهو ما ستضع له صيغة قمة الرياض، لتنال الإجماع العربي في القاهرة.
ولفت الشهري إلى أن القمة ستركز على لاءات عربية تنسجم مع لاءات جلالة الملك، وأبرزها أن «لا للتهجير» وأن «لا للسلام» دون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وأن «لا للتوطين والوطن البديل» وحتما ستصل القمة لصيغة لإعمار غزة دون تهجير أهلها منها.
ولفت الشهري إلى أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة الأميركية ولقاء جلالته الهام جدا مع الرئيس ترامب، وما قدم خلاله من شجاعة في إيصال الموقف الأردني والعربي، مؤكدا أن الدول العربية لا يمكنها القبول بتهجير الأشقاء في غزة.
وبين الشهري أن قراءة ما يحدث عربيا تؤكد أن الدول العربية تقف صفا واحدا في كافة الأزمات لمواجهة التحديات وحتما قمة الرياض ستوصل لاءات الدول العربية لأميركا وإسرائيل وللعالم، مبينا أن الدول العربية طالما وقفت صفا واحدا نُصرة للدول التي تواجه تحديات، منذ عام 1948، مرورا بقمم عديدة، وكان من بينها قمة العقبة في الأردن حيث تمت صياغة آليات لدعم سوريا.
وأكد الشهري أنه سيكون هناك هناك موقف عربي واضح، بعد قمة الرياض، سيسمعه العالم بتنسيق رفع في الرياض يتبعه في القاهرة، وستعلن الدول العربية هذا الموقف بشكل واضح وبحسم عربي أن خطة ترامب نتنياهو لن تطبق وأنها تواجه رفضا عربيا واحدا.
الدكتور عبد الرحمن العليان
أستاذ القيادة والتخطيط بقسم القيادة والسياسات بجامعة جدة الدكتور عبد الرحمن العليان قال: إنني ككل العرب من المهتمين بالشأن السياسي وخاصة في إقليمنا العربي، عشت عشت لحظات الاعتزاز والفخر بموقف جلالة الملك عبدالله الثاني عندما حاول الرئيس الأميركي تمرير خطته لتهجير الفلسطينيين.
وأضاف العليان أن حديث جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الصحافة أظهر شجاعة كبيرة وتوازنا في الطرح وواقعية في تناول الموضوع بمواجهة عاصفة الرئيس ترامب وتوقعاته بسرعة تبني الأطراف لموقفه وخطته التي يصفها بـ»الوحيدة».
وأكد: بشجاعة ذكر الملك عبدالله الثاني أمام وسائل الإعلام الأميركية أنه ل ايوجد موقف وتصور مقبول للجميع، وطرح توازنا أكبر في انتظار خطة مصر التي هدف من خلالها إلى أن يبين أن لدينا نحن العرب خططا فاعلة للمشهد ستكون قابلة للتنفيذ. وأوصل الملك بطريقة ذكية الصورة الصحيحة للإعلام الأميركي في خطأ الإدارة الأميركية في الاعتقاد بعدم وجود خطة إلا خطة الرئيس الأميركي.
وتابع العليان: شدني كثيرا ما كرره الملك عبدالله الثاني في كلمة «التريث» وأن علينا «الانتظار»، وقال «إنها لغة الملوك عندما يريد أن يوضح عدم الرضى لما هو مطروح أمامه حتى لو كان من رئيس الولايات المتحدة، وحتى لو كان أمام الإعلام الأميركي في داخل البيت الأبيض، فالملك عبدالله الثاني لم يتردد أن يقول في كل مفصل وزاوية لحديثه «لن أقبل ما يضر بلدي، وسنرى مصلحة الأردن وشعبي في هذا الشأن». وهذه هي تفاصيل العزة والكبرياء لملك وشعب وبلد هو الأردن».
وبشأن التنسيق العربي للموقف قال العليان: يتضح لكل محلل للشأن العربي والإقليمي والدولي هذا التنسيق العالي بين الدول العربية في كثير مما يعصف بالدول العربية، فنجد ذلك في كثير من القضايا العربية كاليمن وحرب لبنان والأزمة السورية وحرب السودان وأزمة سد النهضة وأمن البحر الأحمر والتدخلات الإيرانية.
وأضاف: لدى العرب اليوم تفاهم كبير وبخاصة الدول العربية الوازنة كالسعودية والأردن ومصر في التبني والتنسيق والتوافق على خطط عمل ومشاريع تضمن التفاهمات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية من أجل المواطن العربي ورفاهيته وتنميته.
وشدد على أن «لدينا كعرب كل مقومات النجاج في القوى المالية والموارد البشرية والموارد الطبيعية والبنى التحتية التي تجعلنا كدول متكاملة نصنع النجاح لمستقبل مختلف بإذن الله. وهذا يقوى مواقفنا في التفاهمات والتوازن الدولي في كثير من قضايانا».
وأشار إلى أنه من خلال اجتماع الرياض سيكون للعرب خطة لوضعها بشأن غزة وسيقابلون العالم بها، ويؤكدون أن لدينا خطة للسلام أعلناها واتفقنا عليها نحن كعرب.















