وترجل الفارس: الدكتور نعيم التلاوي رجل الدين والأخلاق والقدوة الحسنة
في زمن تطغى فيه المادة والسوشال ميديا على القيم والأخلاق، برز الدكتور نعيم التلاوي كنجمة مضيئة في سماء الدين والأخلاق، حيث تجسدت فيه معاني العزيمة والتضحية من أجل القضايا النبيلة، ولا سيما قضية فلسطين التي تعد من أبرز هموم الأمة العربية والإسلامية.
بصفته رجل دين ورمزا للأخلاق والمبادئ، استطاع التلاوي أن يكون قدوة حسنة في مجتمعه.
وُلد الدكتور نعيم التلاوي في بيئة تحض على الفضائل، حيث نشأ في أسرة علمية ودينية، مما ساهم في تشكيل شخصيته وتوجهاته.
حصل على درجات علمية عالية، وامتاز بالقدرة على تحقيق التوازن بين دينه وواقعه.
وكان له تأثير بالغ في مجتمعه، إذ عمل على نشر المفاهيم الدينية الصحيحة، وتعليم الناس أهمية الأخلاق في التعامل مع الأزمات وتوعيتهم بأهداف اليهود بتفكيك الشعوب .
لم يكن الدكتور التلاوي مجرد داعية ديني، بل كان ناشطًا اجتماعيًا ووجيها، حيث اهتم بشؤون أمته، مستشعرًا آلامها وآمالها.
استخدم فكره الديني المعتدل وثقافته التاريخية للدعوة إلى الوحدة والتضامن بين أبناء الأمة، كان دائمًا يحث على أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق الأهداف المشتركة لما بها خيرا للامة، وخاصة قضية فلسطين، التي لطالما كانت محور حديثه.
فكان يعتبر أن تحرير فلسطين ليس مجرد جهد عسكري، بل هو واجب ديني وأخلاقي يستوجب على كل مسلم وعربي.
عمل الدكتور التلاوي على تنظيم العديد من الفعاليات والندوات التي تروج للقضية الفلسطينية خارج الاردن وأعتقل عدة مرات في بلدان مختلفة، من خلال استقطاب المثقفين والدعاة لمناقشة الأبعاد المختلفة للصراع الفلسطيني.
وقد استطاع رحمه الله عبر محاضراته وكلماته المؤثرة أن يزرع الأمل في نفوس الشباب ويحفزهم على العطاء من أجل بلادهم.
إذ كان دائمًا يسعى لتوجيه الطاقة الشبابية نحو العمل الإيجابي، متسلحًا بالقيم الإسلامية العظيمة مناشدا بضرورة امن المجتمعات وعدم السماح لاصحاب الفكر الضال اقتيادهم نحو المجهول.
لعب الدكتور نعيم التلاوي دورًا حيويًا في تعزيز الأخلاق في مجتمعه. كان دائمًا يدعو إلى حسن المعاملة والتسامح، ولعب دوره الإرشادي في حل النزاعات الاجتماعية والاسرية. ومن خلال عمله الدؤوب، أسهم في نشر قيم المحبة والتعاون والسلام.
وقد وجدنا في طروحاته ومقالاته إشارات قوية إلى ضرورة استعادة الأخلاق الإسلامية والتمسك بها في زمن التحديات.
ومع رحيل هذا الفارس المغوار، ترك الدكتور نعيم التلاوي وراءه إرثاً غنياً من الفكر والعبر التي ستظل تلهم الأجيال وتلهم من عاشره وجالسه.
لقد كان نموذجًا للقدوة الحسنة التي تحتذى، وسيظل صوته مسموعًا يدعو للخير والصلاح، ملهمًا كل من يسعى لمستقبل أفضل للأمة ولتحرير فلسطين.
لقد ترجل الفارس، لكن ستبقى كلماته وأعماله خالدة في قلوب الجميع فقد كانت اخر حديثه قبل ايام من اقتراب الأجل لكل زائر لديه ، حافظوا على الاردن وأمنها فهي الرئة الصادقة والقلب المحب الحقيقي لفلسطين .
الأمة العربية والاسلامية تفقد اليوم احد رجالها الاوفياء المخلصين الذي شارك بتأسيس سرايا الجهاد الاسلامي في فلسطين في عام 1981 .
الى رحمة من الله ورضوانه ..








