تحليل سياسي وعسكري لخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني
بقلم : الدكتور سداد الرجوب
قيادي حزبي وناشط سياسي
الموقف الثابت من القضية الفلسطينية
سياسيا أكد جلالة الملك عبدالله الثاني موقف الأردن الثابت والرافض للتهجير والتوطين والوطن البديل، وهو موقف استراتيجي يحافظ عليه الأردن منذ عقود. هذا التأكيد المتكرر يعكس:
• رفض الضغوط الدولية والإقليمية التي تحاول فرض حلول على حساب الأردن.
• طمأنة الداخل الأردني بأن الدولة لن تنحرف عن مسارها في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
• توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي بأن أي تسويات يجب أن تراعي الثوابت الأردنية.
. التأكيد على حماية الأمن القومي الأردني
عندما شدد الملك على أن “الحفاظ على مصلحة الأردن واستقراره فوق كل الاعتبارات”، فهو يبعث برسائل متعددة:
• للداخل الأردني: أن القيادة تضع استقرار المملكة فوق أي تحالفات أو حسابات دولية.
• للقوى الدولية: أن الأردن لن يكون طرفًا في أي تسوية لا تراعي مصالحه وسيادته.
• لإسرائيل: أن أي محاولات لفرض حلول تهدد استقرار الأردن، مثل التهجير القسري للفلسطينيين، لن تمر دون رد فعل أردني.
. دعم إعادة إعمار غزة ورفض تهجير الفلسطينيين
يظهر الملك موقفًا استراتيجيًا متوازناً بين الدعم الإنساني والسياسي، فهو يدعم إعادة إعمار غزة لكن يرفض أي محاولة لاستغلال الأزمة لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين.
هذا الموقف:
• يمنع إسرائيل من استخدام الحرب كوسيلة لتفريغ غزة من سكانها.
• يعزز دور الأردن كوسيط أساسي في أي جهود دولية لإعادة الإعمار.
• ينسجم مع رؤية الأردن في تحقيق السلام العادل القائم على حل الدولتين.
. التركيز على الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس
هذا التأكيد يهدف إلى:
• إرسال رسالة قوية إلى إسرائيل بأن الأردن لن يتنازل عن دوره في القدس.
• تعزيز الدور الأردني في المعادلة الفلسطينية، حيث تعتبر الوصاية الهاشمية خطًا أحمر.
• كسب دعم عربي وإسلامي في ظل محاولات بعض الأطراف التأثير على دور الأردن في المدينة المقدسة.
: عسكريا
. جاهزية المتقاعدين العسكريين وتأهب الجيش
عندما أشار الملك إلى أن المتقاعدين العسكريين مستعدون لارتداء الزي العسكري (الفوتيك) والوقوف إلى جانبه في مواجهة التحديات، فإن هذه الرسالة تحمل دلالات عسكرية وأمنية خطيرة:
• رسالة ردع للأعداء: بأن الأردن قادر على حشد قواته، سواء من الجيش النظامي أو المتقاعدين، للدفاع عن أمنه.
• رفع الجاهزية الداخلية: قد يكون هذا مؤشرًا على توقعات بتطورات أمنية وعسكرية تستدعي استنفارًا عامًا.
• تعزيز دور المتقاعدين العسكريين: باعتبارهم قوة احتياطية يمكن الاعتماد عليها في أي سيناريو أمني أو عسكري مستقبلي.
. إشارات إلى احتمالية مواجهة أمنية أو عسكرية
• عندما يتحدث الملك عن “التحديات”، فهو يلمّح إلى عدة احتمالات:
• تصعيد إسرائيلي قد يؤثر على الأردن.
• محاولات لتهجير الفلسطينيين قد تدفع الأردن لاتخاذ إجراءات صارمة.
• تهديدات إرهابية أو تحركات أمنية في المنطقة.
• التأكيد على الدور المحوري للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية يشير إلى أن الأردن قد يكون في مرحلة تقييم لاحتمالات مواجهة تهديدات مباشرة.
. إعادة تأكيد التحالفات العسكرية والأمنية
حضور كبار القادة العسكريين والأمنيين، بمن فيهم مدير المخابرات العامة، ومدير الأمن العام، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، يعكس:
• تنسيقًا عسكريًا وأمنيًا عالي المستوى لمواجهة أي تهديد محتمل.
• توجيه رسائل داخلية وخارجية بأن المؤسسة العسكرية في أعلى مستويات الجاهزية.
• الاستعداد لأي طارئ أمني أو عسكري قد يفرضه الوضع الإقليمي.








