الهجوم على الإخوان المسلمين: استهداف بلا مبرر أم محاولة للتغطية على الفشل؟
بقلم: عوني الرجوب
باحث وكاتب سياسي
في المشهد السياسي الأردني، نجد أن بعض الأحزاب تسارع إلى شيطنة الإخوان المسلمين دون أي ذريعة واضحة، وكأنهم اختزلوا نضالهم السياسي في الهجوم على هذا الحزب العريق، متجاهلين الأزمات الحقيقية التي يعاني منها المواطن الأردني، من فقر وبطالة وفساد وسوء إدارة لمقدرات الدولة. حتى بعض المتشددين طالبوا بحل حزب الإخوان، في موقف يفتقر إلى المنطق والواقعية.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا تترك بعض الأحزاب السياسية كل القضايا الجوهرية، وتتفرغ لمهاجمة الإخوان؟ هل لأنهم المنافس الحقيقي الوحيد القادر على تحريك الشارع؟ أم أن بعض هذه الأحزاب تدرك عجزها عن التأثير فتبحث عن شماعة تعلق عليها إخفاقاتها؟
⸻
الإخوان المسلمون: ركيزة استقرار لا مصدر تهديد
لطالما كان الإخوان المسلمون جزءًا أصيلًا من النسيج السياسي الأردني، وهم بلا شك أحد أهم صمامات الأمان في البلاد. أثبتت تجربتهم السياسية والتنظيمية قدرتهم على التعامل مع الأحداث بهدوء وعقلانية، حتى في أصعب الظروف. لم يكن الإخوان يومًا دعاة فوضى أو متورطين في صراعات تهدد أمن الدولة، بل إنهم على الدوام ملتزمون بالحوار والعمل السلمي، ومنظمون بشكل لا تملكه أي من الأحزاب التي تهاجمهم اليوم.
إن الحديث عن الإخوان كـ”شياطين” في المشهد السياسي الأردني هو قلب للحقائق، ومحاولة مكشوفة لتشويه صورتهم لصالح جهات عاجزة عن تحقيق حضور في الشارع. فلا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار أن الإخوان هم الحزب الوحيد الذي يمتلك قاعدة شعبية فعلية، وأن قوتهم التنظيمية تفوق أضعاف كل الأحزاب الأخرى مجتمعة، وهذا ليس من باب التحيز، بل هو الواقع الذي يدركه الجميع. مع أني لست من الإخوان، ووددت لو أكون.
⸻
الجيش والأجهزة الأمنية: خط أحمر لا يقبل المساس
الجيش الأردني والأجهزة الأمنية هم سياج الوطن وحماة استقراره، وهم خط أحمر لا يجوز التطاول عليهم أو التشكيك في دورهم الوطني. هؤلاء الرجال يسهرون الليل لحماية البلاد وصون أمنها، ولا يمكن القبول بأي إساءة لهم تحت أي ظرف. ومن يوجه الاتهامات أو يسيء إليهم، فالقانون هو الفيصل، والمحاكم المختصة هي الجهة المخولة بمحاسبته، وليس الأحزاب أو الأفراد.
أما فيما يتعلق بالإخوان المسلمين، فلا يوجد دليل يثبت أنهم تورطوا في أي إساءة أو تطاول على الجيش أو الأجهزة الأمنية. الاتهامات التي تُلقى جزافًا دون أدلة لا تخدم إلا الفوضى، ولا يمكن استخدامها كذريعة لتصفية الحسابات السياسية.
التنظيم مقابل الفوضى: أين تقف الأحزاب الأخرى؟
إن مقارنة بسيطة بين الإخوان وبعض الأحزاب الأخرى في الشارع تفضح حجم الفارق بينهما. فالإخوان، بحكم تنظيمهم المحكم، قادرون على ضبط مسيراتهم ومنع أي خروج عن السيطرة، بينما تجد الأحزاب الأخرى عاجزة عن إدارة حتى بضع العشرات من أعضائها، لأن الولاء داخلها قائم على المصالح الشخصية لا على الالتزام الحزبي والفكري.
كيف لحزب لا يستطيع ضبط عناصره أن ينافس حزبًا يمتلك مؤسسة سياسية راسخة تمتد لقرن من الزمن؟
والأدهى من ذلك، أن بعض هذه الأحزاب التي شنت هجومًا كاسحًا على الإخوان، بدأت اليوم بالتراجع عن مواقفها بعدما أدركت أنها تسبح ضد التيار، وأن الشارع الأردني لا ينساق وراء الشعارات الجوفاء.
⸻
النظام والإخوان: علاقة تاريخية متجذرة
النظام الأردني له تاريخ طويل في التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين. فمنذ نشأة الجماعة في الأردن في الأربعينيات من القرن الماضي، كانت هناك علاقة وثيقة بين النظام والجماعة، حيث كانت الجماعة تعتبر جزءًا من النسيج السياسي والاجتماعي الأردني، ولها دور في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
ولا أعتقد أن الإخوان قد يخرجون عن طاعة النظام أو يسلكون طريقًا يضر باستقرار الأردن، لأن وجودهم كان دائمًا ضمن إطار القانون والعمل المؤسسي، لا في المواجهة والصدام.
⸻
الانتقاد من أجل الإصلاح أم للهدم؟
إن كان هناك أي خطأ يرتكبه الإخوان، فالدولة هي صاحبة الحق في محاسبتهم وفق القانون، وليس الأحزاب التي لا تملك من القوة سوى صفحة على الفيسبوك أو بعض التصريحات الإعلامية. فلا يحق لأي حزب أن ينصب نفسه قاضيًا على غيره، خصوصًا عندما يكون هذا الحزب مجرد كيان ورقي لا يملك تأثيرًا حقيقيًا على أرض الواقع.
إن احترام قواعد العمل السياسي يعني الاعتراف بأن الإخوان، بسلبياتهم وإيجابياتهم، هم جزء أساسي من المشهد الوطني، وأن استهدافهم بهذه الطريقة الرخيصة لا يخدم إلا الفوضى والإقصاء، وهو ما لا يمكن القبول به في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
⸻
احترموا عقول الناس!
إن استمرار بعض الأحزاب في النهج العدائي ضد الإخوان لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة لها، فالشارع الأردني لم يعد ينخدع بهذه الحملات المكشوفة. إذا أرادت الأحزاب أن تحظى باحترام الناس، فعليها أن تقدم برامج حقيقية تعالج قضايا الوطن، لا أن تهاجم الإخوان لمجرد أنهم المنافس الوحيد القادر على تحريك الجماهير.
وعليه، نقول لكل من يحاول شيطنة الإخوان: احترموا عقول الناس، فالهجوم لمجرد الهجوم ليس سياسة، والتنافس يجب أن يكون بالبرامج والإنجازات، لا بالشعارات والتشويه.
العدو يتربص بنا فلا نفتح ثغرة يدخل منها المندسين واصحاب الأجندات الخارجيه
امامنا عدو فلتكن يقضين
ونقف خلف قيادتنا الهاشميه الحكيمه
لنحافظ على وطن
قلوبنا عليه امنة مطمئه ونحميه بالمهج والأرواح








