قيس سعيد يزور المزّونة.. ودعوات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات ..
 
			قام الرئيس التونسي قيس سعيد، فجر الجمعة، بزيارة منطقة المزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد، مشيداً بقيام أهالي المنطقة بما سماه “كنس العملاء والخونة” منها.
وتداول نشطاء في المنطقة مقاطع فيديو لسعيد خلال لقائه بعدد من أهالي المنطقة، حيث أشاد بـ”التلاحم بين الأهالي وقوات الأمن”، مضيفاً: “جئنا اليوم لنؤكد للعالم كيف كنس أهالي المزونة- والتونسيون جميعاً- الخونة والعملاء، وكيف تلاحموا مع قوات الأمن” ، كما تعهّدَ بإعادة الاعتبار لأهالي المنطقة، والقيام بمشاريع تنموية فيها.
وتأتي الزيارة تلبية لنداء توجّه به أهالي المزونة لسعيد، طالبوه فيه بزيارتهم ومواساة عائلات ضحايا فاجعة “شهداء الجدار”، فضلاً عن الاهتمام بتنمية المنطقة التي تعيش تهميشاً متواصلاً منذ عدة سنوات.
وعاد الهدوء إلى منطقة المزونة، بعد حالة من الاحتقان شهدتها المدينة منذ يوم الإثنين، وتخللها صدامٌ بين الشرطة ومحتجّين على وفاة ثلاثة تلاميذ، عقب سقوط سور مدرسة المزونة.
وأكدت مصادر إعلامية انسحاب قوات الأمن من المدينة، فضلاً عن مشاركة بعض عناصرها في حملة طوعية نظّمها أهالي المنطقة لتنظيف الشوارع.
كما تم الإفراج عن مدير مدرسة المزونة محمد الكثيري بعد احتجازه لعدة أيام على خلفية الحادثة.
ودعا فادي الفرايحي، ممثل جمعية تقاطع للحقوق والحريات، إلى محاسبة عناصر من قوات الأمن، قامت بـ “تعنيف المحتجين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، كما استعملت الغاز المسيل للدموع ضدهم، فضلاً عن اقتحام بعض منازل المواطنين”.
كما أشار إلى قيام عناصر الشرطة بالاعتداء على بعض الصحافيين، ومنعهم من توثيق الانتهاكات، في محاولة “للتعتيم وإسكات الصحافيين ومنعهم من إيصال صوت أهالي المزونة، وهو ما يتعارض مع حرية الإعلام والتعبير وحقوق الإنسان المكفولة في الدستور والمواثيق الدولية”.
وأضاف “المطلوب من الدولة التونسية تحمّل المسؤولية السياسية والقانونية عبر محاسبة المسؤولين الحقيقيين المتسبّبين بالفاجعة. وعدم اللجوء إلى كبش فداء لتحميله المسؤولية. لأن ما حصل هو نتيجة للإهمال واللامبالاة التي تعامل بها المسؤولون مع هذا الملف”.
وتابع بالقول: “كما يجب على الدولة محاسبة كل من قام بالاعتداء على المواطنين والصحافيين. والابتعاد عن سياسة التهرّب من المسؤولية والحديث عن تصرف فردي وحوادث معزولة. ويجب على وزارة الداخلية محاسبة المتورطين في الانتهاكات وقمع حرية الصحافة والتعبير والاحتجاج السلمي، وتحقيق العدالة لشباب المزونة الذين توفوا نتيجة لاستهتار ولا مبالاة الدولة”.















