وقفة فارس (!!) في زمن أبي لهب وحمالة الحطب ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

كتبه المهندس خالد بدوان السماعنة.

في عالم مريض بالأنانية والوصولية والتعلق بتوافه الأمور، ومجتمع غارق في البحث عن مصالحه الشخصية غير مكترث بكل مايجري من حوله، .. تبرز شخصية فارس مافتيء يخوض غمار هذا العالم -المنشغل بالاستعراض- مذكرا بقضايا الأمة، ومحذرا ومنذرا من حالة التشظي التي تجري في بقاع الوطن العربي بدءاً بغزة ومرورا بلبنان وسوريا وانتهاء بالعراق واليمن والسودان وغيرها من دول العالم العربي.

فارس آل هاشم ما كلٓٔ بدنه ولا ملٔ لسانه من التحذير مما يجري من مآسي في عالمنا العربي، متسلحا بحكمة القائد الفذ، ورجاحة العقل وقوة الحجة ليؤكد على ثوابت ضرورة وقف كل أشكال الحروب في المنطقة.

أراه فارسا امتطى جواده ثابتا على موقفه، فلم يكتف بالسعي في حماية أرضه بل بالسعي في المحافظة على أمن كل دول الجوار وسط عالم أبي لهب المصر على المضي في طريق الضياع .. يمضي صارخا بالعدل والإحسان في وسط عالم حمالة الحطب الداخل في كهف المجهول .. يكر بجواده على شخوص مسرحية هزلية رافضا أن يشارك في شيء من فصولها .. يشقق عباب عالم خسر قيمه، وبات رائدا في إخراج فن التفاهات.

لا هو ملٔ ولا فرسه تعب(!)

ملك (!) نعي تماما أنه يمثل صوت العقل والحكمة في أسوأ الأزمنة التي سقطت فيها الإنسانية والقيم والأخلاق والأفكار .. وسط مجتمعات تترنح بوجوه مشوهة ..  وكأني بابن الحسين يمد يده إلى الإنسانية ليسحبها من قاع زج بها فيه علها تختار واقعا يحترم وجودها .. علها تكون في مكانها الصحيح .. مكانا يليق بحجمها ومكانتها .

فارس بني هاشم تراه ينادي بثورة فكرية تبني واقعا أجمل ينأى بنفسه عن مسرحيات هزلية، واستعراضات هشة، ويؤسس لأفراد متزنين فكريا، يحملون رؤى ترفع لواء الحق والعدل وتقف في وجه هذه الفوضى التي تسود العالم.

إيه أبا الحسين (!) ففي وسط هذا الواقع من الحروب والركام والدماء والآهات التي تعيد إلى الأذهان زمن  التضحية بالإنسان كقرابين للآلهة تجده يتحدث عن «تكنولوجيا المستقبل» و« التحول الرقمي » ويفتتح منشآت عز مثلها في دول الجوار .. مستودعات مخزون استراتيجي مؤتمتة على أحدث طراز .. ومستشفى افتراضي .. ومركز للمحاكاة .. وحكومة إلكترونية متميزة .. وخدمات صحية في القطاع العام لم يكن يحلم المواطن الأردني أن يجدها يوما في مستشفيات وزارة الصحة .. وسط مجاعات على أطراف حدودنا .. ونيران تأكل جيراننا .. وخيم هناك تتكاثر .. لايجد أهلها إلا المياه الملوثة .. وسط انتشار  للجهل والأمراض التي تنهش العقل والنفس فضلا عن الجسد (!).

الأردن يُبنى وسط دول تتهاوى وتنهار  .. تزداد كل يوم دولة أو لعلها دويلات.

فارس الدوحة الهاشمية يتحدث عن الحب في زمن يسود فيه الرعب والكراهية والإقصاء(!).  ويؤسس لهيكل تعليمي وصحي واقتصادي وإداري في وقت تدمر فيه  المدارس والجامعات (!) يدعو لتكاتف المجتمعات وتعاضدها في زمن تنهش فيه بعضها بعضا بدعاوى طائفية، وأخرى دينية، وتلك مذهبية، وحزبية (!). 

فارس هاشمي يؤسس لتشكيل واقع راق .. والنهوض بواقع محاط بعقول ملعونة قبل أن يطال الظلام كل مكان على وجه هذه المعمورة.

كم من مرة أكد فيها - وفقه الله - على أن الصمت العالمي المطبق على مايجري في غزة تحديدا يعد موافقة ضمنية على شيوع الظلم والبلطجة الذي استشرى في هذا العالم المتمدن.

كم تحتاج البشرية اليوم إلى وجه أبي الحسين الحقيقي .. وكلماته الصادقة.. وعقله الفذ الممتليء حكمة .. لأن أبا الحسين وأمثاله هم وحدهم القادرون على انتشال البشرية من الجحيم الذي تعيش فيه ..

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences