هيك كانت قريتنا عونة وخيرات وطيبة ناس
كل قرانا وأريافنا جميلة بسيطة يخترقها شارع واحد وبيادر وكرم فلان وبيوت جميلة فيها البساطة تسمى عقد أو عقود لها علية وعلى مدخلها باب حديدي له يد حديدية لقرع تلك الأبواب لم يكن قد وصلت تقنية الجرس تدخل من الباب على حوش به شجرة توت أو تين وعلى اليمين مطبخ بحنفية نحاسية أو بير مصهى عليه ماء المطر القادم من السطح وتنكات حديدية وقواوير فخار فيها عبق من ورود وأزهار من منثور وزنابق ومصطبة نعنع وميرمية قريتنا هو الإحساس الجميل نشعر عندما نرى صور قديمة من تلك القرى خاصة قرى بلاد الشام والتي تشبه بعضها بعض ونتذكر بعض من تلك الصور جلسات مع كاسة شاي بنعنع في مساء صيفي ورائحة تشقحيح بطيخة حمراء مرملة عابقة طازة قادمة من المقثاة أو صورة فلاحي الزمن الجميل وهم يعملون هويسة الفريكة حينها تعبق الرائحة لتصل كل نوافذ القرية ترسلها نسمة غربية جميلة صور عن حصيدة وتسمع أغاني الحصيدة منجلي يا منجلاه راح للصايغ جلاه وطرقوع لبن شنينة وعبق رائحة خبز مخبوز طابون كان أم شراك ام طابون ورائحة هبة عبق زيزفونة في شهر أيار صور جميلة وأنت تجلس في يوم نيساني ع واحدة من بلاكين تلك البيوت ترى بساط اخضر جميل ساحر
قريتنا هي المزيج الجميل والتأخي والعونة وورغيف الخبز القرضة المتداول بين الجيران وكذا صحون الطبخ وأسراب السنونو والبلابل التي تزور شجيرات كرومنا وبيوتنا كل يوم وكل صباح
قريتنا هي النسمة القادمة من البحر عبر الجبال في يوم حار
قريتنا هي الربيع الحلو وعبق طبخة عكوب وكعاكيل ولمات خبيزة وعلت ونقرشة جلاتون وفطاير كشك وحميض ومشوشة بصل أخضر من البيض
قريتنا هي فرح ولادة طفل أو طفلة ورائحة عبق القرفة بالجوز والملبس ع لوز والفيصلية والكعكبان والحثان وملبس الحامض حلو ننتظر شراءها من الدكان أو التكان ببعض من التعاريف والقروش أو بتنكة نملائها قمح من كوايرنا
قريتنا هي حياة البيت اللي بيعشق التعاليل والسهر في يوم شتائي بينما منقل الفحم مشتعل حين ترمى حبات البلوط لتشوى بينما المقلاة تنتظر حبات القلية والعدس لتتحمص وكذلك تضل البيوت المتراكمة الملتصقة متل غيوم شباط , تضل سهرانة مثلنا
قريتنا هي نجمة الصبح وغناء كل عندليب وشمس تدعونا للحياة والعمل
هي وجوه الناس الطيبة التي تعودنا نشوفها وحفظناها وحفظنا حتى كلماتهم أروت ، أوسمت ، السكة بتحك كناية عن ضعف المطر ، حيانة ، غلت
هي قصص وحكايات قديمة شخصيات مابتنتسى ،
هي فنجان القهوة بصبحية على عتبات البيوت نساء ينقبن الرز والعدس ويقمعن البامية ينظفن العكوب ويفرمن العلت والخبيزة
قريتنا ريحة طبخات كل أم وجدة وعمة وخالة بالقرية ,, ريحة طبخ بتفوح ع بواب البيوت
هي قعدة رجال القرية بسوقها القديم وعند عتبات الدكاكين يلعبون السيجة والمنقلة وقصص وسواليف ودرم قضامة حتى حجارة تلك الدكاكين صارت تحكي قصصهم وطوشهم وتشتم عبق دخان كمال أو الهيشي وكذلك النقاشات التي بلشت من زمان وما عرفت تخلص
قريتنا هي التنهيدة الطايرة بالهوا مع كل شهيق وزفير نشعر فيها مع كل أبتسامة وكل دمعة عندما نأتي على ذكرها هي ومن ذهب لدار الحق
قريتنا زمانها الجميل لا ينسى
سوف تضل بقلوبنا وذاكرتنا
رح تضل نثرة ذهب بعيونا
وساعة صفا وأكلة هنا وأسمك محفور بقلوبنا.








