«تسونامي سياسي» غربي يتصاعد ضد إسرائيل بعد هجومها على وفد دبلوماسي
عمّقت إسرائيل، أمس الأربعاء، من أزمتها مع دول في الاتحاد الأوروبي، سبق أن تصاعدت لهجتها المنتقدة لممارسات تل أبيب في غزة، سيما ما يتعلق بالمجاعة، إذ أطلق الجيش الإسرائيلي النار على وفد مكوّن من 35 دبلوماسياً عربيا وغربيا كانوا في زيارة إلى مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، رغم أن الزيارة كانت منسقة معه.
وجاء هذا السلوك رغم ما تتعرض له تل أبيب من “تسونامي سياسي” مناهض لها في أوروبا والعالم، وفق ما تقول أوساط غير رسمية في دولة الاحتلال.
ومحاولا تبرير هذا الانتهاك، قال جيش الاحتلال، عبر إكس: “عند تنسيق دخول وفد دبلوماسي إلى جنين تم منح أعضائه مسارا معتمدا يجب اتباعه لوجودهم في منطقة قتال نشطة”.
وادعى أن “الوفد انحرف عن مساره ووصل إلى منطقة ممنوع البقاء فيها، وأطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية، ولم تقع أضرار أو إصابات”. وعلى الإثر، أعلنت فرنسا وإيطاليا والبرتغال استدعاء سفرائها لدى إسرائيل، بينما أدانت هولندا كذلك الواقعة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن البرتغال استدعت السفير الإسرائيلي على خلفية حادثة إطلاق النار.
وأعربت الخارجية البرتغالية في بيان، عن تضامنها مع سفيرها الذي كان ضمن الوفد، وأكدت أنها ستتخذ “الإجراءات الدبلوماسية المناسبة” ردا على إطلاق النار.
وفيما قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن “هذه الحادثة لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال، وإنه سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيح بشأن الحادثة”، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، عبر منصة إكس أنه “لا يمكن قبول هذه الحادثة وأي خطر يهدد الدبلوماسيين” .
وتابع: “تحدثت للتو مع أليساندرو توتينو، نائب القنصل الإيطالي في القدس، وهو بصحة جيدة، وكان من بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا للهجوم قرب مخيم جنين للاجئين” .
واعتبرت أوساط غير رسمية في إسرائيل أن ما تتعرض له تل أبيب هو “تسونامي سياسي” مناهض لها في أوروبا والعالم، وذلك في ظل إجراءات وتصريحات وانتقادات أوروبية تبدو متصاعدة منذ أوّل من أمس، وسط صمت لافت من جهة واشنطن.
هذا الموقف الأوروبي والغربي، غير المسبوق في لهجته، ينحصر حتى الآن بالأقوال والانتقاد مع التهديد باتخاذ عقوبات عملية بدأت بها بريطانيا بتعليقها مفاوضات اتفاق التعاون للتجارة الحرّة، لكنه يزعج إسرائيل ويدفع الدولة العميقة فيها للتحذير من التبعات السياسية والاقتصادية، ومن التورّط في عزلها وجعلها دولة مصابة بالجذام على غرار جنوب أفريقيا التاريخية.
ولا شك أن تصريحات مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين حيال المذبحة في غزة، قد حفزّت هذه الدول على اتخاذ موقف علني مناهض لتل أبيبوتخشى جهات في إسرائيل من انضمام الولايات المتحدة إلى الموقف الأوروبي وتفرض وقفا للحرب، لا سيما أن دول الخليج تمارس الضغوط على الرئيس دونالد ترامب من أجل ذلك، كما نقلت صحيفة “هآرتس” عن “مصادر أمس.
إلى ذلك، رفضت محكمة الجنايات الدولية، مساء أمس الأربعاء، طلب إسرائيل بإلغاء أوامر اعتقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.








