(عيد الاستقلال 79) رسالة ولاء وانتماء لتجديد العهد والوفاء ..
عيد الاستقلال 79 هذه المناسبة هي ليست فقط للتذكير بالإنجازات، بل للمضي قدماً في العمل، ومواصلة المسار المؤسسي الذي جعل من الأردن دولة قائمة على القانون، تنتميإلى المستقبل، وتحترم تاريخها، وتستثمر حاضرها لبناء ما هوأفضل.
في كل بيت أردني قصة اجتهاد، وفي كل حي حكايةكفاح، فالاستقلال يؤكد أن لكل مواطن مكانًا في هذاالوطن ويعيش بالكرامة، وبالعدل، والاطمئنان إلىمستقبله ومستقبل أولاده.
ما يجعل الأردن مختلفًا، هو قدرة الناس فيه علىالتعامل مع الظروف بحكمة، وعلى البقاء موحدين تحتراية قيادتهم الهاشمية يمتلكون حسّ عام بالمسؤولية، ووعي بأن هذا البلد هو بيتنا جميعًا، ولا يمكن العبثبأساسه مطلقا.
وحين نتحدث عن الاستقلال، لا نتحدث عن لحظة واحدةفقط، بل نتحدث عن سلسلة متصلة من التحدياتوالقرارات، عن أجيال تعاقبت على المسؤولية، عن وطنصغير بموقعه الجغرافي، لكنه كبير بتجربته واستقرارهمقارنة بجواره، فهذه ليست مبالغة، بل حقيقة يراها منيعرف ما يجري حولنا، ويقارن أين كنا وأين وصلنا.
تسع وسبعون عامًا مضت منذ أن أعلن هذا الوطن استقلاله، يومها لم يكنفقط نهاية لفصل من الانتداب، بل بداية لمسار طويل من العمل والتعبوالبناء، ونحن اليوم لا نحتفل فقط بذلك اليوم، بل بكل ما تحقق بعده، بكلجهد بذله الناس على مر السنين، بكل مؤسسة بُنيت، بكل خطوة إلى الأمام.
ومنذ الخامس والعشرين من أيار عام 1946، بدأت الدولة الأردنية في بناءهويتها المؤسسية، وتكريس قيم الدولة الحديثة، وتعزيز بنيتها القانونيةوالدستورية.
و لا بد للاشارة في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً أن رؤى جلالةالملك وتوجيهاته السامية على الدوام خارطة طريق واضحة لمؤسسات الدولة، تستند إلى الشفافية، والعدالة، والكفاءة، أذ ان جلالته لم يكتفي بالتوجيهلرسم السياسات، بل حرص على المتابعة الميدانية الحثيثة لكافة القطاعات، من التعليم إلى الصحة، ومن الاقتصاد إلى الأمن المجتمعي، وقد شكّلتزياراته المستمرة ولقاءاته المباشرة مع أبناء الوطن نهجًا ثابتًا في الحكم، يؤكد أن القرب من الناس هو أساس الشرعية الحقيقية لأي مشروع وطني.
وعلى الساحة الدولية، رسّخ جلالة الملك مكانة الأردن كدولة تحترم التزاماتهاوتتبنّى الاعتدال والتوازن في خطابها السياسي، في وقت اشتد فيهالاستقطاب الإقليمي والدولي، فكان صوت الأردن صوت العقل، وكانتمواقف جلالته تعبيرًا صادقًا عن قيم السلام والعدالة، حيث يحظى جلالتهباحترام واسع في المحافل الدولية، ويُنظر إلى الأردن، بقيادته، بوصفهنموذجًا للدولة التي تصنع الأمن رغم التحديات، وتبني السلام رغم ما يحيطبها من أزمات.
واليوم، يواصل ولي العهد هذه المسيرة المباركة بهمة الشباب ووعي القيادة، فهو ينهل من مدرسة جلالة الملك، ويتحرك بثقة واقتدار، حاضرًا في الميدان، قريبًا من نبض الشارع، ملتزمًا بخدمة الوطن والارتقاء به، إذ يمثل وليالعهد الامتداد الطبيعي للرؤية الهاشمية في الحكم، ويشكل ضمانةللاستمرار والتجدد، بما ينسجم مع تطلعات الجيل الجديد، ويعزز الثقةبمستقبل أكثر طموحًا واستقرارًا.
لقد تمكنت الدولة الأردنية، رغم محدودية مواردها، من ترسيخ وجودها، وبناءنموذج مؤسسي أثبت قدرته على الصمود، واليوم، ومع دخول المملكة مئويتهاالثانية، فإن الرهان الأكبر يتمثل في بناء مستقبل يرتكز على قيم الإنتاجوالمعرفة والعدالة، وعلى إشراك الجميع في صياغة السياسات، وتوسيعقاعدة التنمية لتشمل كل المناطق والفئات.
كما استمرت الدولة الأردنية في الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين، واحتضانموجات متعددة من النازحين من مختلف الدول العربية، رغم محدودية الموارد، عكس موقفاً إنسانياً ثابتاً، وسياسة مسؤولة تجاه القضايا العربية.
إن هذه المناسبة ليست فقط للتذكير بالإنجازات، بل للمضي قدماً في العمل، ومواصلة المسار المؤسسي الذي جعل من الأردن دولة قائمة على القانون، تنتمي إلى المستقبل، وتحترم تاريخها، وتستثمر حاضرها لبناء ما هوأفضل.
و في ذكرى الاستقلال يوجه الشعب الاردني رسالة ولاء و انتماء مجدداً العهد و الوفاء على الاستمرار في مسيرة البناء و العمل بما يحقق رؤىسيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه و ندعوالله ان يحفظ الأردن أرضاً و شعباً و يديم قيادته الهاشمية الحكيمة و كلعام و أردننا الحبيب الغالي بألف خير .
أ. ديما القيسي








