وطن تكتب للوطن
استقلال الاردن صمتٌ صنع مجداً في عالم تعودّ أن يسمع صوت الرصاص ليصدق الحرية ، جاء استقلال الاردن بهدوءٍ كحكمةِ الشيوخ وبخطى ثابتة كأنها تُملي على التاريخ درساً جديداً: ان النصر لا يكون دوماً صاخباً بل أحياناً يولدُ من الصبر من الحوار من الكلمة التي تُقال في الوقت المناسب لا من فوهةِ البُندقية . في الخامس والعشرين من أيار ١٩٤٦ ، لم تُدق طبول الحرب ولم ترتفع رايات الدم بل اجتمع الرجال وأعلنوا : باسم الشعب نعلن أن الأردن دولة مستقلة ذات سيادة والملك عبد الله بن الحسين هو ملكها الدستوري " كان استقلال الأردن هادئاً لكنه لم يكن سهلاً فالصمت أحياناً يخبّئ خلفهُ نضالاً طويلاً من المفاوضات الكتمان ، من تعب سنوات حاولت فيها الإِمارة أن تخلق لنفسها مكاناً من عالمٍ كبير مضطرب مليء بالتحولات . استقلالنا كان ثمرة عقول لا بنادق ، صبرٌ طويل على الوصاية ومهارة سياسية جعلت الاردن ينتزع اعتراف العالم دون أن يُريق دماً ولا أن يخسر نفسه ، وفي صراعات عبثية ورغم أنه لا معركة عسكرية سبقت استقلالنا إلا أن هناك نضالاً من نوع آخر نضال شعبٍ عظيم صدق بوطنه وراهن على قيادته وبنى من الحلم واقعاً ومن الرمل أساساً لبلدٍ أصبح اليوم صلباً ، حاضراً ، مؤثراً. استقلال الأردن هو رواية عن كرامة عن وجنٍ يعرف متى يصمت ومتى يتكلم ومتى يقف في وجه العاصفه ، وها نحن اليوم نُحيي ذكرى نُضج ، رجولة ، سياسية ، ووطن أَحَب نفسه بما يكفي ليصونها عن التهلكه . وبكل إجلال لهذا الوطن الذي حملنا على كتفيه، وتاريخه الذي وشم أرواحنا بالعز ترفع "مبادرة وطن" تهنئة تنبع من عمق الانتماء، إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وإلى سمو ولي عهده الأمين، وإلى هذا الشعب الذي كلما اشتدت عليه المحن، ازداد صلابة ووعياً. كل عام والوطن وقائده وشعبه بخير
#مبادرة-وطن








