المشهد الحزبي الأردني كئيب وحزين - نضال البطاينة .. وينك ..؟؟
خاص- حسن صفيره
فيما عاصر رموز ونشطاء العمل السياسي الولادة العسيرة لقانون الأحزاب وإقراره قبل نحو عامين بصيغته الجديدة والمفترضة كأحد دعامات عملية التحديث السياسي التي تبناها ودعا اليها سيد البلاد ، ومع ظهور أحزاب قوية أثبتت نفسها على الساحة السياسية الحزبية، بزغ نجم رموز العمل السياسي في المشهد الحزبي والذي تصدره انذاك الوزير الأسبق نضال البطاينة عبر تأسيسه حزب إرادة وثلة من الرموز السياسية الوطنية، لحين أرسى الحزب دعائمه في التجربة النيابية البرلمانية وحصوله على تسعة عشر مقعدا نيابيا، ليسير مركب الحزب في بحار هادئة متمكنة ومنتجة حتى اعلان أمينه العام البطاينة استقالته من رئاسة أمانة الحزب لدوافع شخصية ليس إلا ترتبط بوضعه الصحي وشؤونه العائلية وهو الأمر الذي دفعه للانسحاب من الحزب نظرا لحاجة منصب الامين العام والأمانة العامة تتطلب التفرّغ لها بضمير، بشكل يتعذّر معه الجمع مع أي أولوية أخرى، كما أورد البطاينة في كتاب استقالته حينذاك.
غياب البطاينة عن موقع أمين عام "إرادة" لم ولن يغير في موقف الرجل شيئا، بيد أن ارث الرجل السياسي عهده وعرفه الأردنيون أبان توليه حقيبة وزارة العمل في أصعب وأحلك الظروف التي شهدها العالم والأردن بطبيعة الحال، والحديث هنا عن تولي البطاينة لحقيبة العمل أبان جائحة "كوفيد" وكيف استطاع ادارة العمل الحكومي لوزارة بحجم "العمل" في ظروف وبيئة استثنائية بفعل الحظر والاغلاقات والمخاطر الصحية التي شكلت تهديدا لمستقبل العالم والأردن، فكان أداء البطاينة وقتذاك أشبه بالمعجزة في خضم التحديات التي رافقت الجائحة .
الوزير الأسبق البطاينة بقي متمترسا خلف الواجهة السياسية والحزبية كأحد جنود الوطن، ليعارك العمل الحزبي عبر "إرادة" عن كثب، وهو الذي صرح بأنه لم يكن حزبيا من قبل ولم يكن يعرف الا حزب الملك والجيش، في طرح يحمل عمقا نبيلا أصيلا مُشبعا بمفهوم الولاء والانتماء بمضمونه الفعلي لا الشعاراتي، لا سيما وان البطاينة وقبل خوضه المعترك السياسي والحزبي كان ان تخلى عن المنصب والمال والحظوة الاقتصادية التي خلفها وراءه في دولة الامارات التي غادر ترفها ومغرياتها خلال عمله هناك، ليعود الى اردنه الأعلى والأعلى.
المشهد الحزبي وعلى التضاد مما يشاع حوله بأنه ليس بالحجم المأمول والمنتج للحالة الحزبية المفترضة، الا ان حضور ووجود "ارادة" يعد احد دعامات الحالة الديمقراطية للعمل الحزبي والسياسي، الا ان غياب البطاينة كأمين عام حزب يفرض سؤال الحالة والمرحلة بأن لماذا لا يعود البطاينة للتموضع في رئاسة الجسم الحزبي عبر معقله "ارادة" فالرجل يفتقده ضليعي العمل السياسي ومهندسو العمل الوطني، لا سيما وان البطاينة يحظى يعلاقات وازنة بين اطياف الجسم الرسمي من وزراء ونواب ورؤساء وزراء سابقين، اضف الى ذلك القواعد الشبابية التي انخرط معها وبها خلال تأسيسه "ارادة" حيث طاف الجغرافية الأردنية بقراها ونواحيها وحتى حواريها ليخرج بمجاميع صلدة وصلبة من الأردنيين ممن يرون فيه رجلهم الوطني الأول والذي ورغم عدم مزاحمته او طرح نفسه لمنافسة تولي المنصب، يظل البطاينة في منظورهم الرجل القادم للواجهة الرسمية حيث لكل مجتهدٍ نصيب ولكل منتمٍ أصيل فرصة حقيقية تتماهى وتتوازى بحجم الوطن .
البطاينة نضال يفتقده المشهد السياسي والحزبي بأبتعاده واختصاره ويتركز نشاطه وحراكه هذه الأيام على ترتيب اموره وعلاقاته الداخلية والعائلية بعدما ابتعد عنها كثيراً كما انه يحث الخطى لنفض ذيول الالتزامات المالية التي تحملها وحده وبشكل شخصي في سبيل رفعة حزبه وديمومة عمله السياسي على الساحة الأردنية ، ومن هنا نقول على الأردنيين استرجاع هذا الرجل الذي يعشق تراب الوطن وقائده وولي عهده وإعادته للواجهة السياسية الحزبية فالمشهد الحزبي الحالي كئيب ومحزن وبفراغ لم يستطع احد ملؤه من بعده .








