دحلان يتصدر .. الفلسطينيون يراهنون على قيادة جديدة
شروق صبري 27 مايو, 2025
منذ سنوات، يعيش المشهد السياسي الفلسطيني حالة من الجمود الحاد، وسط غياب الانتخابات وتعطل مؤسسات التمثيل، وتفاقم الانقسام بين الضفة الغربية وغزة.
وبينما يتآكل حضور السلطة الوطنية وحركة حماس معًا في نظر الشارع، تبرز شخصية محمد دحلان من جديد كرقم صعب في المعادلة السياسية، لا سيما بعد تصدره نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة.
العودة إلى الساحة السياسية
بعد غياب طويل عن المشهد الفلسطيني الرسمي، عاد اسم محمد دحلان بقوة في الأوساط السياسية كمرشح محوري محتمل لقيادة المرحلة القادمة. وفق ما نشرت وكالة “معا” الثلاثاء 27 مايو 2025.
لم يعد دحلان مجرد شخصية خارج إطار السلطة، بل يتوقع أن يلعب دورًا مركزيًا في القيادة الفلسطينية المقبلة، أو حتى تولي مناصب رفيعة في منظمة التحرير الفلسطينية.
الدعم الشعبي في قطاع غزة
أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة “أوراد” في قطاع غزة أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين داخل القطاع يفضلون دحلان في حال أجريت انتخابات رئاسية اليوم.
وقد حصل على دعم 38% من المستطلعين، متفوقًا على قيادات فلسطينية أخرى بارزة مثل مروان البرغوثي (21%) وحسين الشيخ (14%). وهذه النسبة تعكس واقعًا جديدًا على الأرض السياسية، تعزز من موقع دحلان باعتباره شخصية قادرة على استعادة الوحدة الفلسطينية عبر انتخابات حرة وشفافة.
علاقات دحلان العربية والدولية
واحدة من أهم نقاط قوة دحلان تكمن في علاقاته الإقليمية والدولية الواسعة. فهو يمتلك علاقات وثيقة مع العديد من الدول العربية، فضلاً عن اتصالات دولية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وهذه الشبكة الواسعة من العلاقات تمثل إضافة استراتيجية مهمة للفلسطينيين، إذ يمكن أن تساعد في تحسين صورة السلطة الفلسطينية وتعزيز فرص الدعم المالي والسياسي، خاصة في ظل تحديات التمويل والأزمة الاقتصادية التي تواجهها السلطة الوطنية.
توقعات منصب دحلان
تتباين التوقعات حول المنصب الذي قد يشغله دحلان في المرحلة المقبلة، حيث تشير بعض التحليلات إلى احتمال توليه رئاسة السلطة الفلسطينية، خصوصًا إذا توفرت الظروف الملائمة لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية، كما أكد الرئيس محمود عباس.
وفي سيناريو آخر، قد يشغل دحلان منصبًا رفيعًا في منظمة التحرير الفلسطينية، وربما نائب رئيس المنظمة، وهو منصب يتيح له التأثير المباشر في صنع القرار الفلسطيني.
الدور السياسي والتاريخي لدحلان
ولد محمد دحلان في مخيم خان يونس عام 1961، وبدأ نشاطه السياسي منذ الثمانينات من خلال تأسيس الشبيبة الفتحاوية، ثم اعتقلته السلطات الإسرائيلية لخمسة أعوام، حيث تعلم خلالها اللغة العبرية.
بعد إطلاق سراحه، استمر في العمل السياسي حتى أصبح رئيس جهاز الأمن الوقائي، وهو المنصب الذي لعب من خلاله دورًا محوريًا في قمع معارضي اتفاقية أوسلو.
في بداية الألفية الجديدة، تقلد دحلان منصب وزير الأمن في حكومة محمود عباس، قبل أن تنشب خلافات عميقة بينه وبين قيادة فتح، ثم عمل دحلان في الخارج، ووسع شبكة علاقاته السياسية والاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يُعرف عنه أنه رجل أعمال ناجح وذكي.
تحولات في الرأي العام الفلسطيني
تشير البيانات إلى انقسام في آراء الفلسطينيين داخل غزة بشأن قيادة السلطة الوطنية، حيث عارض 40% تعيين حسين الشيخ نائبًا لرئيس اللجنة التنفيذية للسلطة، بينما أيده 46%.
هذا الانقسام يعكس حالة من التوتر وعدم الاستقرار داخل المشهد السياسي الفلسطيني، ما يفسح المجال أمام شخصية مثل دحلان لاستعادة الثقة الشعبية.
الأمر اللافت أن دحلان يحظى بقبول شعبي واسع على المستوى الشعبي، كما أنه قد يشكل جسرًا مع بعض الفصائل التي طالما كانت على خلاف مع حركة فتح، خصوصًا مع مؤشر على فتح حوار غير مباشر مع حركة حماس.
التحديات التي تواجه دحلان
رغم شعبيته المتزايدة، يواجه دحلان تحديات عديدة، أبرزها أن الظروف السياسية والاقتصادية غير مستقرة في الأراضي الفلسطينية، مما قد يعوق إجراء الانتخابات التي وعد بها الرئيس عباس، وهو ما يجعل من دور دحلان السياسي تحديًا يحتاج إلى تجاوز الكثير من العقبات الداخلية والخارجية.
اقرأ أيضًا








