لانغلي : مجموعات “إرهابية” في إفريقيا قد تشنّ هجمات داخل الولايات المتحدة قريبًا
حذّر الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، من أن تصاعد نفوذ الجماعات “الإرهابية” في منطقة الساحل الإفريقي قد يفضي قريبًا إلى تنفيذ هجمات داخل الأراضي الأمريكية.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر رؤساء أركان الدفاع الأفارقة المنعقد في العاصمة الكينية نيروبي، قال لانغلي إن منطقة الساحل، التي تضمّ مالي وبوركينا فاسو والنيجر، أصبحت “بؤرة صراع مزمن وحالة متنامية من عدم الاستقرار”، مشيرًا إلى أنها تمثّل حاليًا “المركز العالمي للإرهاب”، وفق ما نقله موقع ذا هيل الأمريكي.
وأضاف: “تزداد طموحات الجماعات المتطرفة اتساعًا، ومع هذا التوسع يظهر التهديد المحتمل لأمننا الداخلي”.
وتكافح دول الساحل منذ سنوات لمواجهة التنظيمات “الإرهابية” المسلحة، والتي استفادت من الانقلابات العسكرية لتوسيع نطاق عملياتها. وكانت النيجر، التي شهدت انقلابًا عسكريًا عام 2023، قد طلبت في سبتمبر/ أيلول 2024 انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها، وهو ما أثار تحذيرات من تقويض جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وأكد لانغلي أن انسحاب القوات الغربية أضعف قدرة واشنطن على مراقبة نشاطات الجماعات “الإرهابية”. وقال: “لقد فقدنا القدرة على متابعة هذه الجماعات عن كثب”.
وأشار إلى أن شبكات “إرهابية” مرتبطة بتنظيمي “داعش” و”القاعدة” تنشط بقوة في المنطقة، وخصوصًا في بوركينا فاسو، حيث فقدت الحكومة السيطرة على أجزاء واسعة من أراضيها، بالإضافة إلى منطقة بحيرة تشاد الواقعة بين نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون.
وبحسب ما ورد، سلّط لانغلي الضوء على جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، المعروفة اختصارًا بـ”JNIM”، التي قال إنها توسّعت بمعدل أربعة أضعاف منذ عام 2022، وتسيطر حاليًا على أجزاء كبيرة من بوركينا فاسو.
وأوضح أن هدف الجماعة الرئيسي هو الوصول إلى سواحل غرب إفريقيا، وهو ما يتيح لها تمويل أنشطتها من خلال التهريب والاتجار بالبشر والسلاح، مضيفًا: “إذا سيطروا على الساحل، سيتمكنون من دعم الإرهاب حتى شواطئ الولايات المتحدة”.
وجاءت تحذيرات الجنرال الأمريكي في وقت تتراجع فيه واشنطن عن دعمها للبرامج التنموية والعسكرية في إفريقيا، حيث ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب عددًا من برامج المساعدات وتدرس إعادة تمركز قواتها في القارة، ما فتح المجال أمام الصين وروسيا لتعزيز نفوذهما عبر الاستثمارات والشراكات مع الحكومات المحلية.
ورفض لانغلي الإفصاح عما إذا كانت بلاده تعتزم خفض عدد قواتها في إفريقيا، إلا أنه شدد على أن الجيوش الإفريقية مطالبة بتحمل مسؤولية أمنها بشكل أكبر.
وقال في ختام كلمته: “استراتيجيتنا تقوم على الشراكة، وعلى الهدف المشترك في حماية الأوطان، سواء كانت أوطاننا أو أوطان شركائنا. نحن لا نسعى إلى خلق تبعية، بل إلى بناء قدرات طويلة الأمد… نحن نستثمر في قدرة إفريقيا على حل مشاكلها”.








