دولة (حسان) ثقة (ملكية) .. وإنجازات (ميدانية) تغنيه عن زاوية (عين الضفدع)

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

يونيو 18, 2025

بقلم المهندس خالد بدوان السماعنة

وصلتني صورة لدولة جعفر حسان وحوله مجموعة من الأشخاص من بينهم معالي وزير الشباب وقد أخذت الصورة لهم من زاوية  أسفل عين دولته ومن معه (!)  ورافق الصورة كلمات حول المراد من أخذ الصورة على هذا الشكل الذي عدوه خللا في طريقة أخذ الصورة لأن فيها تعظيما وتفخيما (!!) . فكان لي على الكلمات وقفات:

الأولى: فائدة في فن التصوير .. فقد علمنا انتقادهم - ورب ضارة نافعة - أن لكل زاوية في طريقة أخذ الصورة مرادا لا بد من رعايته حتى لا يقع المصور (بخفض الواو) والمصور ( بفتح الواو) في مراد لا يريدونه ولا يقصدونه! بل وفي الوقت نفسه ضرورة الحذر ممن قد يتصيد في الماء العكر فيأخذون صورا لأشخاص بارزين من زاوية لا يراد بصاحبها خيرا.. 

ففي علم فن التصوير أن التقاط صورة من زاوية سفلية (من الأسفل) للشيء المراد تصويره، يُضفي عليه شعورًا بالقوة والعظمة والهيمنة. فهذه الزاوية تجعل الشيء يبدو أكبر وأكثر ضخامة، مما يعزز حضوره ويضفي عليه أهمية أكبر .. لذا كان ثمة دلالات للزاوية السفلية كتضخيم الأهمية فتظهر الشيء المصور على أنه أكبر وأقوى وأكثر أهمية من حجمه الطبيعي. كذلك فيها إبراز العظمة والقوة فتجعل الشيء يبدو مهيبًا ومسيطرًا. كما أن فيها تأكيدا على التفوق: فتوحي بأن الشخصية أو الشيء المصور في وضع متفوق على المشاهد.

والتقاط الصورة لدولة (حسان) من هذه الزاوية لم يكن لشخصه وحده بل كان له ولمن حوله ! فهل كان المراد إظهار عظمة جميع من في الصورة وهيمنتهم ! .. أنا أكيد أن هذا لم يرد في ذهن دولته ولا في ذهن فريقه الإعلامي.

الوقفة الثانية: وهي أن العظمة ليست مجرد مظهر خارجي، ولا صورة من زاوية سفلية (التصوير الفوتوغرافي من منظور الضفدع أو زاوية عين الضفدع) بل العظمة حالة من التفوق والتميز تتجلى في الصفات الداخلية والأفعال الإيجابية التي يقوم بها الفرد. 

العظمة الحقيقية لا تحتاج إلى العظمة الظاهرة، بل هي نتيجة لصفات داخلية قوية وأفعال إيجابية تترك أثراً طيباً في العالم. فهل يحتاج دولة(حسان) إلى مثل هذه الصورة؟ وهل سيحتاج فريقه الإعلامي إلى مثل هذه الحركات؟!!!

أنا أجيب عنه وعنهم: قطعا لا ،، وهو أبعد ما يكون عن أن يقع في هكذا مراد ! .

فماذا بعد نيله ثقة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حين ولاه رئيسا للحكومة الأردنية ! 

بربكم أيها أعظم وأفخم؟

ثقة سليل الدوحة الهاشمية به رئيسا لحكومة مملكته أم صورة من زاوية عين الضفدع؟

قولوا لي: ما حاجة دولة الرئيس إلى صورة تشعل نار الحاسدين تجاهه في الوقت الذي تؤكد إنجازاته على أرض الواقع أنه ذلك الشخص الذي يبحث عن الثمرة ولا يلتفت إلى الغبار الذي قد تثيره أقدامه قلة أو كثرة (!).

العظمة الحقيقية هي صفة داخلية تتجلى في الشخصية القوية، والنزاهة، والتفاني في خدمة الآخرين، والإخلاص في العمل، والقدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع.

الوقفة الثالثة: بعيدا عن حادثة الصورة التي حملت مالا تحتمل ..   فإنه لا بد لنا من وقفة غاية في الأهمية مضمونها ضرورة تقوى الله فيمن يتصدرون العمل العام .. وأن لا يضحوا بشخوص وطنية في سبيل تسويق المشهد الإعلامي .. والبعد عن إثارة الغبار لتسويق كمامات الوقاية من الغبار التي يبيعونها. .. ابتزاز اخره الظهور بمظهر الحامي والراعي وأنه لولاه لضاع الساسة والسادة والقادة.

وللأسف قد تنطلي ألاعيب هؤلاء على بعض الساسىة والسادة أو القادة فيبيتون خاتما في أصابعهم، ويقع في قلب أحدهم أنه لولا كهانتهم وعرافتهم وسحرهم لضاع الساسة والسادة والقادة.

الوقفة الرابعة: رحم الله الإمام الشافعي حين قال:

عين الرضا عن كل عيب كليلة

ولكن عين السخط تبدي المساويا

فلماذا تركنا مشهد دولة (حسان) في لباسه المتواضع مرارا وتكرارا ! ولماذا غضضنا البصر عن مشهد حمل دولته القلم والمفكرة ليكتب بيده ما يسمع ! ويلتقط ملاحظات المواطنين بنفسه !.. وذهبنا بعيدا نحمل الصورة وملتقطها مالم يخطر ببالهم لحظة من زمن.

فالمسؤول الذي يدون ملاحظات الناس بيده هو المسؤول الميداني الذي يهتم بالتفاصيل ويحرص على التواصل المباشر مع أفراد فريقه. هذا المسؤول الذي يظهر اهتمامًا حقيقيًا بما يقوله الآخرون، ويسعى لفهم احتياجاتهم ومشاكلهم من خلال تدوين الملاحظات بنفسه. هذا السلوك يعزز الثقة ويقوي العلاقة بين القائد وأفراد فريقه.

تعمد الإساءة والإحراج بالتلويح ولي أعناق المشاهد البريئة لكل من يضيء ليله ونهاره في العمل الجاد وقلبها إلى معان سيئة لن يثبط عزيمة أهل الإخلاص. ورحم الله ابن القيم حين قال: "ومن الناس من طبعُه طبعُ خنزيرٍ، يمرّ بالطيّبات فلا يَلْوي عليها، فإذا قام الإنسانُ من رجيعهِ قَمَّهُ، وهكذا كثير من النّاس يسمعُ منك ويرى من المحاسن أضعافَ المساوئِ فلا يحفَظُها، ولا يَنْقُلُهَا، ولا تُنَاسِبُهُ، فإذا رأى سَقْطَةً، أو كَلِمَةً عَوْرَاءَ، وجد بُغيتَهُ وما يُناسبُها، فجعلها فَاكِهَتَهُ وَنُقْلَهُ". انتهى

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences