النائب نسيم العبادي تكتب .. خطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي عرّى المنظومة السياسية العالمية ووضع على أعين العالم ما يتم التغاضي عنه وتهميشه ..
النائب / نسيم العبادي
على جبهات عدة، أولها داخلية يقف خلالها سيد البلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين على سير عملية تأهب الأردن للتداعيات القائمة بالمنطقة، وترؤسه اجتماعا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات،للوقوف على جاهزية المركز ومختلف مؤسسات الدولة في الخطط الاستباقية وإجراءات التعامل مع الأحداث الإقليمية الأخيرة، بما يحافظ على أمن المملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها، كان حضور سيد البلاد بموازاة ذلك على الجبهة الخارجية أمام البرلمان الأوروبي، ليقول ما لم تجرؤ على قوله كبريات دول العالم "المتشدقة" بشعارات الاخلاقيات والديمقراطيات الزائفة، ليضع مضمون خطابه العالم أجمع أنظمة وشعوب أمام مرارة الراهن في المنطقة والعالم.
خطاب الملك أمام البرلمان الأوروبي عرّى المنظومة السياسية العالمية، ووضع على أعين العالم السياسي ما يتم التغاضي عنه وتهميشه بإشارة جلالته لما يجري من حرب ابادة في قطاع غزة وخذلان العالم لهم، وما تضمنه خطابه من طرح موجع ان الحرب على غزة “قاسية” تنحدر أخلاقيا بالعالم” و تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة".
حمل الخطاب رسالة واضحة ومباشرة أن المجتمع الدولي يرى بعين واحدة، فيما الأخرى تستبيح اخلاقيات الانسانية، وتنتهك الضعيف، وتعمّق شرخ مخيف يهدد استقرار العالم لا المنطقة العربية فحسب، وقد حمل خطابه الذي استوقف المراقب العالمي لما احتوى من تشخيص دقيق وصلب وحاد حالة التصعيد العسكري الحالي في الإقليم في اشارة الى ضرورة من يقف وراءها للنظر عميقا الى اين يجر العالم، مذكرا سيد البلاد بمفصلية اراد من خلالها ان لا ينسى العالم او يتناسى ما يحدث في قطاع غزة بالقول "نحن على مفترق طرق آخر حاسم في تاريخنا؛ مفترق الاختيار بين السلطة والمبدأ، بين حكم القانون أو حكم القوة، بين التراجع أو التجديد وكل هذا على المحك بالنسبة للجميع، والأمر لا ينطبق على غزة فحسب، فهذه ليست مجرد لحظة سياسية أخرى لتسجيل المواقف؛ بل إنه صراع حول هويتنا كمجتمع عالمي في الحاضر والمستقبل”.
خطاب الملك جدد وحدد عدم التعرض او المساس بالدور الأردني في احتكامه لا مساهمته او مشاركته باستقرار الاقليم والعالم، وقد لفت خطابه بذات الصعيد حالة الدهاء السياسي المحمود بتوجه الخطاب السياسي الاردني مع المؤسسات الأوروبية بقصد وضع المجتمع الاوروبي في المشهد ألفلسطيني المستعصي حاليا في ظل إدارة أمريكية تنقاد وراء اهداف تكاد تكون شخصية لأفراد اليمين الصهيوني المتطرف، والذي يريد ان تدفع المنطقة والشعوب العربية واهلنا في غزة والضفة ثمن استفرادهم بالسلطة وموقع القرار الصهيوني المدمر.
نعم، نجح الملك عبدالله الثاني بن الحسين بوضع العالم قاطبة أنظمة وشعوب ومؤسسات مجتمع دولي وهيئات ومنظمات ومحاكم عدل ودولية وجنائية في مجمل خطابه الذي حمل في مضامينه تحذيرات بلغة ديبلوماسية عالية، وتأكيدات بإشارات ذكية مٌحكمة، أن الأردن لم ولن يكن تابعا او اداة، لم يكن ولن يكون محط تشكيك، لم ولن يكون باحة خلفية لقرارات النظام العالمي الجديد !!!








