قرارات جريئة تُحيي نفوسًا بريئة (عبيدالله باشا المعايطة )..
أصبحت العاصمة عمّان تعاني من أزمة مرورية خانقة، ازدادت حدتها مع ازدياد أعداد المركبات اليومية. وأصبح التنقل داخل المدينة يتطلب زمنًا أطول من السفر بين المحافظات. فعلى سبيل المثال، رحلة من عمّان إلى الكرك التي تبعد نحو 120 كلم قد تستغرق ساعة ونصف، بينما الوصول من الدوار السابع إلى المدينة الرياضية – التي لا تتجاوز 30 كلم – قد يتطلب ساعتين.
ولعلّ ما يؤلم أكثر هو غياب الثقافة المرورية لدى بعض المواطنين، وخاصة في احترام سيارات الإسعاف، التي كثيرًا ما تعلق في زحمة المرور رغم استغاثتها بالأنوار والصافرات، بينما تكون حياة إنسان على المحكّ، والدقائق قد تصنع الفرق بين الحياة والموت.
من هنا، جاءت فكرة عبقرية من مدير الأمن العام، عطوفة الدكتور عبيدالله باشا المعايطة، بتطبيق نظام "دراجات الإسعاف الأولي"، وهي دراجات نارية يقودها مسعفون مؤهلون مزوّدون بالمستلزمات الطبية الضرورية، قادرة على تجاوز الزحام والوصول إلى الحالات الطارئة في وقت قياسي.
هذه المبادرة الجريئة – التي لم تشهدها العهود السابقة – أثبتت فاعليتها منذ لحظة تنفيذها، وأسهمت في إنقاذ العديد من الأرواح، مما يجعلها مثالًا حيًا على أن القرار الصائب، وإن بدا بسيطًا، قد يحدث أثرًا عظيمًا.
نحن بأمسّ الحاجة إلى مسؤولين لا يخشون الأفكار الإيجابية، بل يملكون الجرأة لتبنيها وتنفيذها. فكثير من الأفكار البناءة تبقى حبيسة الأدراج نتيجة الخوف أو التردد، مما يفاقم من أزماتنا.
كل الشكر والتقدير لعطوفة مدير الأمن العام، الدكتور عبيدالله باشا المعايطة، على هذه المبادرة النوعية، راجيًا من الله أن يوفقه ويسدد خطاه في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وأن نرى مثله كثيرًا في مواقع القرار عاليًا لمبادرة مدير الأمن العام عبيدالله باشا المعايطة، كما يتضمن دعوة صريحة إلى تبني الأفكار الجريئة والإيجابية من أجل النهوض بالوطن وحل مشكلاته المستعصية.
بقلم العميد المتقاعد: هاشم المجالي








