عندما يوشم "فيصل الفايز" من دون الأردنيين بعبارة "متفق عليه" ..
خاص- حسن صفيره
عند الحديث عن رئيس مجلس الأعيان رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز، يأخذك الحوار الى واجهة سياسية متكاملة بذات المضمون، والحديث هنا عن رجل عاصر مفاصل الدولة الأردنية بأكثر من منصب رفيع، وبأكثر من موقف عميق جسّد حقيقةً عنوان عريض لقامات وطنية أصيلة يتصدر سدتها الفايز دون مواربة، وفي عنوان عريض أيضاً من شأنه إسقاط وإفشال أي محاولة لتقويض دور مجلس الأعيان في رسم الخارطة الوطنية للأردن، أو تحجيم لما يمثله الفايز من رمزية وطنية بطبيعة الحال.
في التجمعات السياسية، وعلى مختلف مستوياتها الرسمية، وعند طرح اسم رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ، تجد حالة إجماع لافتة تستطيع أن تؤطرها بختم موثوق يحمل عبارة "متفقُ عليه"، حالة إجماع تفسّر ما يتمتع به الفايز من احترام الآخر لشخصه، حين تكون قيمة الإحترام حقيقية تتجاوز مسافة المجاملات لتكون قيمة الاحترام تلك ترجمة حقيقة من الآخرين تعكس إمتنانهم بمواقف الفايز وصدق مكنونه الوطني لأردن الهاشميين أردن الأردنيين، لا سيما خلال السنوات القليلة الماضية، والتي شهد الأردن فيها تغيرات وتحولات لم يشهدها في نصف قرن من الزمن.
شهد الأردن خلال السنوات القليلة الماضية ما يُشبه المؤامرات ومحاولة دحره من المشهد السياسي العربي والعالمي، وما خالط ذلك من تحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة تمت مجابهتها من الدولة الأردنية قيادة واجهزة وجيش وحكومة وشعب، ليقف الفايز كما عهده كل من يعرف حقيقة ابا غيث، شرسا مدافعا متعقلا حكيما مُحبا عاشقا لأردنه ، ومتحديا ومحذرا بلغة حادة من أي محاولات تستهدف زعزعة إستقرار الوطن، وهو الأمر الذي شهدنا فيه موقف الفايز الأقرب إلى الثورة ازاء اساءات شهدتها احدى المسيرات المتعلقة بالحرب الصهيونية على قطاع غزة، بقيام ثلة من المشاركين فيها بهتافات غير مسؤولة ضد احد الاجهزة، ليخرج الفايز ومن عقر مؤسسة التشريعات "الاعيان" ليذّكر بـ" إنّ اليد التي تمتد للثالوث الأردني المقدس "ستقطع"، واللسان الذي يسيء إليه "سيقص"، وليظل الفايز الوفي لأردنيته ، ووفيا ايضا لثالوث الأردن المقدس (الوطن والقيادة والاجهزة الأمنية والقوات المسلحة) .
المتتبع لمواقف وتصريحات الفايز لما يتعلق بالراهن السياسي في المنطقة والجوار لا سيما الحرب الصهيونية على قطاع غزة، يدرك تماما ما يتمتع به الرجل من عقلانية تمنع الانجراف العاطفي المدمر، والذي سيحرف البوصلة عما يجري في قطاع غزة من حرب ابادة، فلا نصرة للشقيق الفلسطيني دون حفاظ الأردن على مصالحه العليا والحفاظ على أمنه الوطني واستقراره، متحدثا الفايز بلسان الأردنيين بأن الأردن بقيادته الهاشمية عنوانا للأمن والاستقرار، وأن أي مساس بمكونات الدولة الأردنية لا يخدم القضية الفلسطينية، ولا يوقف العدوان الصهيوني بل من شأنها إثارة الفوضى والبلبلة داخل المجتمع الاردني.
فطنة وعقلانية الفايز تأخذنا الى مدرسة الهاشميين التي تربى عليها منذ عهد الشريف الحسين بن علي رحمه الله، مرورا بالملك المؤسس والحسين الباني طيب الله ثراهم، ليظل الفايز قابضا على وفائه لانتمائه للمليك الهاشمي عبدالله الثاني بن الحسين، كمرجعية أولى تستند اليها المؤسسة التشريعية - مجلس الأعيان ووقوفها خلف قرارات الملك حيث يرى الفايز بفطرته الأردنية الأصيلة بأن الأردن خط أحمر، ومليكنا عبدالله الثاني خط أحمر، ولا فرق بين الخطين حين يتعلق الأمر بقدسية الانتماء.
دعوات الفايز المتكررة لتعريز جبهتنا الداخلية وتماسكنا الاجتماعي ورص الصفوف، هي بالمحصلة خلاصة موقف رجل آمن بدولته الأردنية ومليكه الهاشمي واجهزة أمن وقوات مسلحة، رجل يٌراهن عليه الأردنيين في معتقدهم وإيمانهم بأن الأردن كان ولا يزال وسيظل الوطن الأوحد .








