الزرقاء… المدينة التي تستحق الإنصاف لا الاتهام..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

في كل مرة تطرأ فيها حادثة أو قضية رأي عام في محافظة الزرقاء، تتسابق بعض الأصوات إلى إصدار الأحكام، وتنهال التعليقات التي تصوّر المدينة وكأنها بؤرة للفوضى، متجاهلةً واقعها، وناسها، وتاريخها، وعمقها الاجتماعي والسكاني.

غير أن الزرقاء، لمن يعرفها عن قرب، ليست مدينة للوجع كما يُشاع، بل مدينة تنبض بالحياة رغم التحديات، وتزخر بطاقات بشرية شابة وطموحة أثبتت حضورها في مختلف الميادين. هي مدينة عظيمة بتاريخها، وأعظم بأهلها، ممن يشكلون نسيجًا وطنيًا متماسكًا، صابرًا، وعاملًا.

الزرقاء التي تحتضن ما يقارب مليوني مواطن، لا يصح اختزالها في مشهد عابر، ولا يُمكن تقييمها من خلال حادث منفصل عن سياقه. فهي مدينة كبيرة ومليئة بالحياة، بتنوعها الجغرافي والبشري، وبقدرتها على التعايش والاندماج.

وإذا كانت هناك تحديات، كما هو الحال في أي محافظة ذات كثافة سكانية مرتفعة، فإن الحل لا يكون بالتجريح أو التشويه، بل بتوجيه الأنظار إلى ما تحتاجه الزرقاء فعلًا: رعاية تنموية شاملة، ومشاريع إنتاجية، وتعليم نوعي، وفرص عمل تليق بشبابها.

إن العدالة في التوزيع التنموي، والاهتمام بالبُنى التحتية، وتوفير الخدمات العامة، هي السبل الحقيقية لإنصاف الزرقاء وغيرها من المحافظات التي لطالما شكّلت حزامًا حيويًا للدولة الأردنية، وسندًا لها في كافة الظروف.

فالزرقاء ليست مدينة عابرة على خارطة الوطن، بل مركز حيوي له قيمته التاريخية والاقتصادية والاجتماعية، وتستحق أن تُعامل بما يليق بها، بعيدًا عن الأحكام المسبقة والصور النمطية.

إنصاف الزرقاء واجب وطني، يبدأ من الاعتراف بتحدياتها، وينتهي بالعمل الجاد لتحسين واقعها، لا بتضخيم عثراتها.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences