ما الهدف من الغاء #الفيزياء و #الرياضيات في الأردن

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

مقدمة:
مع إدخال النظام الجديد للتعليم الثانوي (التوجيهي) في الأردن، والذي يسمح للطلبة باختيار المواد التي سيتقدمون بها للامتحان من بين مجموعة واسعة، أصبحت مادتا الفيزياء والرياضيات اختياريتين في بعض المسارات، مثل المسار الصحي والإنساني. هذا التغيير أدى إلى عزوف جماعي عن اختيار هاتين المادتين، خاصة بين طلبة المسار الصحي، مما يهدد مستقبل التعليم العلمي في المملكة.

أولاً: النتائج السلبية الحالية والمستقبلية

1) عزوف الطلبة من المراحل الأساسية عن الاهتمام بالعلوم الأساسية، لأنهم يعلمون مسبقًا أنهم لن يُمتحنوا بها.
2) انخفاض شديد في عدد الطلبة الملتحقين بتخصصات الفيزياء والرياضيات في الجامعات، مما سيؤدي إلى إغلاق هذه الأقسام خلال سنوات قليلة.
3) فقدان الكفاءات الوطنية في مجالات أساسية مثل:
  - الذكاء الاصطناعي
  - تكنولوجيا الفضاء
  - تحليل البيانات
  - الهندسة المتقدمة
  - التعليم المدرسي والجامعي
4)  غياب التفكير التحليلي والمنطقي والعلمي لدى الأجيال القادمة، ما سيؤثر سلبًا على الإنتاجية، والقدرة على الابتكار، وحل المشكلات.
5. انعدام فرص العمل لخريجي الفيزياء والرياضيات، مما يعزز ثقافة العزوف عنها ويحولها إلى "تخصصات منقرضة".

ثانيًا: ملاحظات على المنهجية الحالية

- النظام الحالي يهدف إلى تخفيف العبء عن الطالب، لكنه يؤدي إلى تبسيط مفرط ومضر بالأساس العلمي.
- حرية الاختيار مطلوبة، لكن يجب أن تكون مبنية على توجيه تربوي مدروس وليس على رغبة في الهروب من المواد الصعبة.
- لا يمكن بناء مجتمع معرفي دون قاعدة صلبة من العلوم الأساسية.

ثالثًا: المقترحات العملية

1)جعل الفيزياء والرياضيات مواد إلزامية لطلبة المسار الصحي – ولو على مستوى أساسي – لضمان الحد الأدنى من الثقافة العلمية.
2) تعزيز الحوافز لتعلم العلوم الأساسية، مثل:
  - منح دراسية للمتفوقين في هذه المواد.
  - مسابقات وطنية في الرياضيات والفيزياء.
  - دعم إعلامي وطني يربط هذه العلوم بمستقبل الأردن التكنولوجي.
3)  إنشاء برامج توظيف حكومية لخريجي الفيزياء والرياضيات في مجالات التحليل، البيانات، والتعليم، لدفع الطلبة نحوها.
4)ربط التخصصات الجامعية بمتطلبات علمية، بحيث لا يستطيع الطالب دخول تخصص طبي دون معرفة أساسية في الفيزياء.
5)مراجعة المسارات الدراسية الجديدة، وإعادة تقييم آثارها بشكل علمي وعملي بالتعاون مع الجامعات وخبراء التعليم.

الخاتمة

إن مستقبل الأردن العلمي والتقني والاقتصادي مرتبط ارتباطًا مباشرًا بمكانة العلوم الأساسية في النظام التعليمي. وإذا استمر العزوف عنها، فإننا نواجه خطرًا استراتيجيًا سيؤدي إلى تراجع الأردن معرفيًا وصناعيًا وعلميًا في العالم الحديث. نرجو من وزارتكم الموقرة إعادة النظر في هذا النظام وتبني التوازن بين التخفيف عن الطلبة، والحفاظ على أساس علمي قوي يبني الإنسان والمجتمع.
*د. إياد جادالله*

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences