التوازن الأردني والجهد الملكي ونظام الضوابط الامني والسياسي العالمي ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

د. حازم قشوع

على ايقاع كمائن غزة حيث بيت حانون وصواريخ عسقلان وتدمير الباخره الإسرائيلية ذات الحمولة الكيميائية فى البحر الأحمر، وظهور صواريخ الليزر "الأرض جوية" فى اليمن، ووصول الصواريخ الصينية إلى إيران، ونشر الدفاعات الجويه المصريه الصينيه حديثة التصنيع فى قناة السويس، تأتى قمة نتنياهو والرئيس ترامب في البيت الأبيض لكي تجيب على الاسئلة الخمسة التي تتعلق منها في مسألة المفاوضات مع إيران واذرع المحور، وآخر يقوم على تطبيع العلاقات بين "اسرائيل نتنياهو" و "سوريا الشرع"، اضافة الى انهاء المسألة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، كما في كيفية التعامل مع اليمن بعد فشل عمليه العلم الاسود، اضافة الى مسألة وقف إطلاق النار فى غزة من دون الانسحاب الاسرائيلي من القطاع حيث يتم التفاوض حولها، وهى الموضوعات التى يفاوض عبرها نتنياهو عن الأجندة "الأمنية" بينما يفاوض الرئيس ترامب عن برنامجه "السياسي".

وهذا ما جعل من اللقاء يتم من دون هالة بروتوكولية ومن غير منصه إعلاميه دأب الرئيس الأمريكي على بيانها مع ضيوفه فى المكتب البيضاوي لبيان موقفه وبرنامج سياساته، الأمر الذى جعل من السمة الغالبة على اللقاء تأخذ سمة "اجتماع تفاوضي" على مرحلتين حيث يدخل فيها نتنياهو للبيت الأبيض من المدخل الجنوبي في الوجبة الثانية من الاجتماع  ويبرز فيها التباين بين وجهتي الرأى الامنيه والسياسيه.

وعلى الرغم من تقديم نتنياهو لعربون ولاءه عبر ورقة ترشيح دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، سيما وأنها الجائزة التى تخص اسرائيل ومن يقف مع توجهاتها سلمية، الا ان هذا العربون لم يقدم المفيد الذي تحمله ورقة نوبل باعتبارها جائزه سلمية وليست أمنية، يريد من ورائها نتنياهو من بسط نفوذه على المنطقة بالنيابة عن أمريكا وحده من دون شركاء "سياسيين" بل وعبر شركاء داعمين يقومون على دعم أجندته القاضية بالهيمنة على المنطقة وتصفية قضيتها المركزية التي بات مجرد الحديث حولها يشكل إشكالية على حد وصف نتنياهو واجندته الأمنية.

وعلى صعيد متصل يقوم الملك عبدالله ببيان الموقف العربي الفلسطيني والدولي في جملة تعاطي دبلوماسية، يقوم عبرها باللقاء مع عمق الدولة الأمريكي في جناحي المعادلة الجمهورية في واشنطن كما الحزب الديموقراطي الصاعد فى نيويورك ودنفر فى ولاية كولورادو حيث معقل الحزب الديمقراطي وكاليفورنيا، والملك وهو يقوم بهذه الجولة "السياسية" نيابة عن تيار عريض عنوانه دول الناتو إنما تهدف لإنهاء ملفات الشرق الاوسط وقضيته المركزية بطريقة سياسية منسجمة إلى حد كبير مع سياسة البيت الأبيض في بيان السلام.

ان الملك عبدالله وهو يحاول تشكيل نظام ضوابط وموازين جديد للمنطقة بين السياسية منها والأمنية، إنما يقوم بهذا الدور الريادي وهو المؤيد بقرارات الشرعية الدولية وسط دعم كبير يتلقاه من عمق الدوله العالمي بطريقة غير مسبوقة، سيما وان هنالك قرارا مركزيا قد اتخذ على حد وصف متابعين بوقف الحلول الأمنية قبل وصول الجميع إلى لقاء الجمعية العمومية في أيلول القادم، وهو الموعد الذي ستصبح فيه فلسطين دوله كامله العضوية، وهذا ما يجعل من إشكالية نتنياهو وبرنامج عمله تزيد إشكالية بالرغم من الحالة الإعلامية التي يغلب على فضاءاتها الأجندة الأمنية خدمةً للملفين الاسرائيلي والايراني مع دخول تركيا في محور الارتكاز في المنطقة.

وبهذا تكون الولايات المتحدة تشهد حراكا أمنيا يتم التفاوض حوله في البيت الأبيض، كما تشهد تحركا دبلوماسيا فى بيت قرارها السياسي يقوده الملك عبدالله لاستخلاص معادلة "سياسية أمنية"، وهو الاستخلاص الذى من المهم بلورته بهذه الظرفية كونه منسجم مع رؤية البيت الأبيض والرئيس الأمريكي سياسيا، وهذا ما يجعل من امريكا تشهد تحركا غير مسبوقا امنيا وسياسيا، ويكون البيت الأبيض على موعد مع بيان برنامج عمله وتحديد بوصلة قراره التى ستكون فى الغالب تجاه الحالة السياسية السلمية، حتى يتم تشكيل شراكة أمنية وسياسية تقوم عليها نظام الضوابط والموازين الجديد.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences