شعلة مهرجان جرش لن تنطفئ ..
خاص- حسن صفيره
أربع وأربعون عاما على انطلاق مسيرة مهرجان جرش الذي عنّون الأردن كأحد أهم الدول الراعية للشأن الثقافي بحجم يفوق مهرجانات عالمية لدول تمتلك امكانيات مالية ضخمة قد يكون امامها الأردن الحلقة الأقل مكانة مادية، إلا أنه بقي ما ظل الشيح والسنديان يعمّر جبال عجلون والشراه ليظل عنوانا للثقافة العربية والاردنية الأصيلة بمضمونها الهادف والبنّاء.
وردا على انتقادات طالت اقامة المهرجان ازاء الوضع الراهن بالمنطقة، ومحاولة بعض الأصوات للنيل من النجاحات المتراكمة التي حققها المهرجان كأطول مهرجان ثقافي فني في العالم، أحسنت وأجادت إدارة المهرجان عبر المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي بالرد بأن "شعلة الأردن الثقافية التي يمثلها مهرجان جرش لن تنطفئ وقدر الأردن أن يكون في هذا الوسط الملتهب، موجها حديثه لمن يعترض على إقامة المهرجان وسط الظروف التي تشهدها المنطقة، والإقليم بأن "لا أحد يزاود على الأردن بحب غزة وأهلها ومواقف جلالة الملك لصالح فلسطين وغزة وأهلها، ومهرجان العام الماضي كان ريعه لصالح أهل غزة، لأنه كان مهرجان تضامني مع غزة".
وتحت شعار "هنا الأردن ومجده مستمر" وبرعاية ملكية سامية ستنطلق فعاليات المهرجان في الثالث والعشرين من الشهر الجاري وحتى الثاني من اب المقبل، مكرسا المهرجان مكانة الفنان الأردني على ساحته الوطنية والعربية والعالمية، حيث اختارت إدارة المهرجان الفنان الأردني عمر العبداللات، الملقب بـ"صوت الأردن" لإحياء حفل الافتتاح، فيما تغطي باقي فعاليات المهرجان فنانون أردنيون ديانا كرزون ونداء شرارة وعيسى السقار، وفرقة الجيل الجديد للتراث الشركسي، ونجم السلمان وثمين حداد وغادة عباسي وليندا حجازي، وعزيز مرقة،إلى جانب فرقة "جدل" و"أوكتاف" و"أوستراد"، بالإضافة إلى الى تصدر فعالية "ليلة أردنية" بتنظيم نقابة الفنانين الأردنيين، يشارك فيها أسامة جبور وسهير عودة وعامر محمد وفيوليتا اليوسف وحسين السلمان وسعد أبو تايه وتوفيق الدلو.
ويتميز مهرجان جرش في دورته الحالية بتخصيص الهامش الأكبر للإنسان الأردني مبدعا ومثقفا وفنانا، حيث ستكون هناك مشاركات واسعة للأدباء الأردنيين، ومشاركات أكثر من 140 شاعر عربي وأردني، ومشاركة فنانين عرب كبار ومثقفين أردنيين وعرب، كما يتضمن برنامج المهرجان المؤتمر الفلسفي الثاني وسمبوزيوم للخط العربي بمشاركة اقليمية وعربية عالية المستوى وتعاون مع اتحاد الكتاب ورابطة الكتاب، إضافة إلى التعاون مع بلدية جرش"ـ أضافة الى مشاركة 10 جامعات أردنية لتقديم الفلكور الأردني.
مهرجان جرش ماضٍ في هدفه النبيل حارسا للثقافة والابداع كأيقونة سحر أردنية تعانق أعمدة المدينة الأثرية وتعيد روح المكان والألق للسياحة الأردنية في تحدٍ ادركته ادارة المهرجان من خلال تقديم برامج وفعاليات جاذبة وخادمة للواقع السيحي الذي تعرض لهزات متتالية خلال السنوات الماضية منها جائحة كوفيد والوضع السياسي القائم في المنطقة ودول الجوار، فأنه قد آن لنا أن نبارك تلك الجهود التي تبذلها ادارة المهرجان ليظل الوطن الأردني متشحا بثوبه الثقافي "مهرجان جرش" ليحقق يوبله الذهبي بعد بضع سنوات كإرثٍ حضاري يليق بالوطن الأردني الذي أحببناه وغنيناه.








