د. حازم قشوع يكتب .. فرنسا تسجل علامة فارقة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

د. حازم قشوع

تعتبر القضية الفلسطينية جوهر الصراع في المنطقة، وتشكل قضيتها مسألة عقائدية عند الدول العربية، كما تعتبر فلسطين القضية أيقونة الحرية عند دول العالم أجمع، وهذا ما جعل من القضية الفلسطينية تحظى باهتمام خاص عند معظم المجتمعات الدولية كما فى أوساط المنظومة الدولية، التى بينت قراراتها مسألة حل الدولتين منذ الاعتراف بالدولة الاسرائيلية امميا عبر القرار الأممي الذي حمل رقم 181 بشقيه، الذي يقضى الشق الأول منه بإقامة دولة اسرائيلية، كما يبين الشق الثاني منه الاراضي العربية، وهذا ما جعل من نضالات الشعب الفلسطيني مشروعة بموجب القانون الدولي كونها تقوم على مواجهة الاحتلال في الأراضي العربية، هو ما جعل الشعب الفلسطيني في حركة نضالات مستمرة من أجل الاعتراف بالكيان الفلسطيني أمميا بما يكسب القضية الفلسطينية شرعية التأهيل لمنزلة دولة.

ولقد استطاع الشعب الفلسطيني أن يبنى خطوة خطوة على منجزاته من أجل تحقيق حلمه بإقامة دولته على ترابه الوطني وضمن الاطر القانونية التي جاءت بالقانون الدولي وصيغة، وهذا ما جعله يكتسب إسناد قانوني و دعم شعبي واعتراف دولي إلى الحد الذي اوصل دولة فلسطين لتكون عضوا عاملا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى الجمعية التى ستحظى اروقتها فى اجتماع تقوده فرنسا والسعودية والأردن ومصر من أجل التأكيد على ثابت حل الدولتين بهدف الاعتراف بفلسطين الدولة، لتحظى فلسطين بعضوية عاملة في الأمم المتحدة.

وهو الاجتماع الذى يتم التحضير له عبر اجتماع يعقد على مستوى وزراء الخارجية قبل نهاية هذا الشهر، كما سيكون اجتماع آخر يتبعه على مستوى رؤساء الدول قبل انعقاد الجمعية العمومية في أيلول القادم، وهذا ما جعل من الدبلوماسيه العربيه تكون نشطة على محورين الأول يقوده الأردن على الصعيد الإنساني لتلبية الاحتياجات المعيشية عبر الإغاثة البريه والجويه، اضافة الى دعم المفاوضات الجارية لوقف الحرب في قطاع غزة بقياده مصريه قطريه، وأما المحور الثاني ذو المسار الدبلوماسي وهو المدخل الذي تقوده فرنسا سياسيا عندما راحت لتضع النقاط على الحروف فى دعمها لإقامة الدولة الفلسطينية ومعها العالم أجمع.

لتكون بذلك فرنسا أول دولة من G7 من دول السبع الكبار تقوم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا ما يعد فاصلة تاريخية في عمر القضية الفلسطينية تسجل لفرنسا كما تسجل للرئيس ايمانويل ماكرون بشكل خاص، والذي بدوره سيكون في مواجهة مع مناخات متحفظة من قبل ألمانيا وإيطاليا وأخرى محترزة من قبل بريطانيا التي يعول عليها بالإسناد فى وقت لاحق، كما من قبل اليابان وكندا التى مازالت تنظر الموقف الأمريكي الذى مازال يعارض لغايات تفاوضية وليس من منازل رافضه مبدئية مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية الذي كان الرئيس جورج بوش الجمهوري أول من بشر بها كما يصف ذلك سياسيين.

وفي الرسالة التي بعثها الرئيس ماكرون للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقد بينت منهجية المسار وآلياته، التي وصلتني نسخة منها حيث أكد الرئيس ماكرون التزام فرنسا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في اجتماع الجمعية العمومية في أيلول القادم، كما أكد على التزامه الشخصي والرئاسي على دعم الجهود التي التزمت بها السلطة الفلسطينية فى الإصلاحات كما في مسألة عودتها لتبسط حضورها في غزة القطاع ودعم مؤسساتها فى الضفة الغربية فى كل المسارات التي تحفظ لهذه المؤسسات ديمومتها، على أن يأتي ذلك كله في إطار المناخات السلمية التي تحفظ لاسرائيل أمنها وظروف تمكنها لتكون جزءا طبيعيا من المنطقة، وبما يحفظ ايضا للشعب الفلسطيني استقراره وتمكين مؤسساته عبر سلسلة من الإصلاحات السياسية التي التزم بتنفيذها الرئيس الفلسطيني خلال العام القادم، بما فى ذلك إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

ان الملك عبدالله وهو يثنى على القرار الفرنسي ويحيي الرئيس ماكرون على هذا الموقف المبدئي، فإنه يحرص بذات السياق على استقطاب كندا عبر زيارته لرئيس وزرائها مارك كارني لأهمية ثقل كندا على لندن كما على اليابان، حتى يكمل الجميع الجملة الداعمة لتثبيت عضوية فلسطين في مجلس الأمن الدولي من دون استخدام الفيتو، وهو الجهد المحمود والدبلوماسي العميق الذي يقوم عليه الملك عبدالله في الولايات المتحدة عبر لقاءاته المكوكية من أجل تتويج النضالات الفلسطينية سياسيا بما يحفظ حل الدولتين، ويجسد الحلم الفلسطيني ليكون حقيقة بعد هذه النضالات العظيمة التى مازال يقدمها الشعب الفلسطيني المؤيد من عمقه العربي ومن محتواه الدولي والأممي الواسع، وهى الصورة التى جعلت من الاعتراف الفرنسي ترسم لوحة انفراج للشعب الفلسطيني رغم الصورة المأساوية وحرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ قرن من الزمان.

ولعل الجملة الدبلوماسية التي باتت تقف عليها مناخات فلسطين الدولة تستلزم من القيادة الفلسطينية التحرك الفاعل ومغادره منزله الاحتراز فى ظل هذه المستجدات التي أخذت ما ترسم جملة سياسية يمكن البناء عليها من أجل تتويج الحلم الفلسطيني وتسييل النضالات الفلسطينية سياسيا، لان هذا يمكنه ان يضع نقطه من اول السطر ... تاخذ عنوان جديد يستند قوامه التفاهمات الفلسطينية - الأمريكية التى جرت فى عمان، كما تقوم بترجمة كل هذه المجهودات من أجل مسار جديد عنوانه الدولة والاستقلال وضعت أرضيته فرنسا لترجمة الحلم الفلسطيني عندما سجلت في سجلات نضالاته علامة فارقة سياسية تحمل عناوين التمكين واستخلاص النتائج.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences