فيصل الفايز والجيش الالكتروني بين الترف والمسألة الوطنية

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

زهير العزه
المتعارف عليه ان قوة الدول تقاس بعدة عوامل منها القوة الاقتصادية اوالقوة السياسية التي تأتي من عدة جوانب ومنها الموقع الجغرافي ، وكل هذه العوامل وغيرها تحتاج الى قوة عسكرية لحمايتها   تتمثل بقوة الاسلحة العسكرية وحجم الجيش ، حيث ان الحرب والمواجهة مع الاعداء تهدف الى تدمير البنية التحتية للدولة  المعادية وتعطيل اقتصادها وإرعاب شعبها. 
في وقتنا الحالي ظهرت حرب جديدة هي "الحرب الالكترونية"  والتي تختلف عن الحروب التقليدية من حيث نوع السلاح ونوع الجيش المشارك فيها، ولكنها تسعى لتحقيق نفس الاهداف وربما اكثر، والأهم انها تبدأ كحرب ضد مجهول، تجهل الدولة الضحيه هوية الطرف الآخر فيكون تركيزها على الدفاع عن أرضها وحماية شعبها وتقليل الأضرار قدر المستطاع فهي حرب لا يهم بالواقع مصدرها ولكن الذي يهم هل الدولة جاهزة للتصدي لها؟ 
وفكرة عمل الجيوش الالكترونية  تقوم على استخدام حسابات وهمية او شبكة من الحسابات الوهمية التي يصعب التعرف عليها لانها "حسابات مخادعة" وهي تعمل  في الغالب بشكل منسق غير مركزي مما يجعل عملية تعقبها معقدة. ويمكن ان تستغل هذه الجيوش النقاش الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير فيه وتوجيهه لخدمة أهداف محددة". وهذا ما كشفته لنا الاحداث من خلال الكشف عن ما قام ويقوم به العدو النازي الصهيوني عبر الوحدة 8200  التي من اهداف عملها ضرب الوحدة الوطنية في هذه الدولة العربية او تلك  والتاثير على الراي العام عبر نشر الاكاذيب بحق انظمة الحكم والحكومات والشخصيات العربية او الاسلامية ، وكذلك الترويج لمصطلحات مثل استخدام مصطلح الحرب على الارهاب ضد المقاومة ووصف كل من يقف ضد الكيان بانه ارهابي او داعم للارهاب ، كما استخدمت للتاثير على قرارات الدول من خلال محاولة تشويه هذه القرارات ووضع حالة من عدم الثقة بين القيادة والشعب ، وبين قوة المقاومة كما هو حال حاصل في غزة في مواجهة العدوان النازي الصهيوني وبين قوة العدو ، حيث لاحظنا كمية من الاشاعات يتم طرحها عبر وسائل التواصل وبعض الفضائيات المرتبطة به والهدف منها افقاد الحاضنة الشعبية للمقاومة من الثقة بقدرتها على الصمود والمواجهة وبالتالي تراجع دعهما وتأييدها للفعل المقاوم .
ومن هذا المنطلق اعتقد ان رئيس مجلس الاعيان السيد فيصل الفايز قد قام بطرح فكرة انشاء جيش الكتروني تكون مهمته الدفاع عن السردية الاردنية من جانب ومن جانب اخر فضح الاكاذيب التي يتم طرحها من خلال  مواقع التواصل الاجتماعي وايضا مهاجمة من يهاجم الدولة الاردنية بكل مكوناتها  ومن ساسها لرأسها .
والمسألة لا تتوقف على مهاجمة الدول او الحكومات فقد ثبت من خلال التجارب العربية او الدولية ما تقوم هذه الجيوش الالكترونية بتنسيق هجماتها التي تتضمّن تنمرا الكترونيا، عبر ثلاث مراحل: أولا التضليل، عبر إغراق المضمون الصحفي بأخبار كاذبة تخدم الجهة التي يروجون لها، من ثمّ التضخيم عبر نشر هذه الأخبار الكاذبة بشكل كبيرعبر برامج الكترونية تنشر المضمون اوتوماتيكيا، وأخيرا التهديد عبر استهداف الصحافيين بشكل شخصي وتهديدهم بالقتل وتشويه سمعتهم، كما هو حاصل الان في بعض البلاد الاوروبية حيث يتعرض العديد من الصحفيين او الناشطين لتهديدات من قبل مؤيدين للحركة الصهيونية للتهديد بالقتل او التشويه الاخلاقي اوغير ذلك .
إن دعوة رئيس مجلس الاعيان  فيصل الفايز تستحق الاهتمام والمتابعة ليس من قبل الحكومة التي لديها الان مؤسسة للأمن السيبراني بل أيضا من قبل الصحفيين والاعلاميين ومن قبل الناشطين فحربنا مع العدو متعددة الأوجه والأساليب التي يستخدمها ضدنا، وقد يكون قد قام بتسخير من بين ظهرانينا من يطعنونا من الخلف ويرمون كل حقدهم وسمهم وسم العدو في أواني طعامنا، فهل نحذر ونتجهز لمعركة المستقبل ، وهل نكف عن الاستخفاف بكل ما يطرح من افكارابداعية  وطنية ترقى الى مستوى حمل السلاح على الحدود لحماية الوطن او النفس على اقل تقدير، فقضية التصدي للهجمات على البلاد والعباد ليست ترف بل مسألة وطنية  ..
يتبع.............. 
زهير العزه

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences