جامعة عمّان الأهلية… مختبر الأفكار وصناعة المستقبل

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

كتب : ليث الفراية

في قلب المملكة الأردنية الهاشمية، حيث تختلط التقاليد العريقة مع طموحات العصر الحديث، برزت جامعة عمّان الأهلية كأول جامعة خاصة في الأردن، لا لتكون مجرد مؤسسة أكاديمية تمنح شهادات، بل لتصنع واقعًا جديدًا للتعليم، وتعيد تعريف معنى الجامعة بالنسبة للطلبة والمجتمع.

منذ لحظة انطلاقها عام 1990، لم تكن الجامعة مشروعًا نمطيًا يسير على خطى غيره، بل كانت أشبه بتجربة جريئة أرادت أن تثبت أنّ التعليم يمكن أن يكون مساحة حرّة للأفكار، وحاضنة للإبداع، وجسرًا يربط بين المعرفة وسوق العمل، وبين الحلم والواقع.

ليست جامعة عمّان الأهلية جدرانًا من الإسمنت أو محاضراتٍ محفوظة؛ إنها مجتمع نابض بالحياة، يلتقي فيه طالب الصيدلة الذي يبحث عن علاج مبتكر مع طالب التصميم الذي يخطط لحملة بصرية تسوّق هذا العلاج، ويجلس بجوارهما طالب القانون الذي يفكر في حقوق الملكية الفكرية للمشروع ذاته.

إنها بيئة تعلمك أن المعرفة لا تقف عند باب التخصص، وأنّ الجامعة ليست مكانًا لحفظ المعلومات بل مصنعًا لتحويلها إلى قيمة حقيقية، ولهذا كان طبيعيًا أن تصبح الجامعة منبعًا لمشاريع ريادية وأبحاث علمية وجسور تعاون مع جامعات عالمية وهيئات دولية.

وراء هذا الصرح اسمٌ لا يمكن تجاوزه الدكتور ماهر الحوراني، رئيس هيئة المديرين، الذي لا يكتفي برسم الخطط، بل يصنع المستقبل بجرأة القائد ورؤية المستثمر في الإنسان قبل البنيان. تحت قيادته تحولت الجامعة من مؤسسة تعليمية إلى مدرسة للريادة، ومختبر دائم للأفكار الطموحة التي تكسر القوالب الجاهزة وتفتح آفاقًا لا حدود لها.

وإلى جانبه يقف الدكتور ساري حمدان، رئيس الجامعة، الذي أعاد تعريف معنى الإدارة الأكاديمية الحديثة، فهو لا يدير الجامعة من مكتبه فحسب، بل يعيش نبضها بين الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية، يقود بحكمة ويمزج بين الانضباط الأكاديمي وروح الابتكار، ليصنع بيئة تعليمية تتقدم بخطوات ثابتة نحو العالمية.

إنها قيادة تؤمن أن الجامعة لا تُقاس بعدد مبانيها أو قاعاتها، بل بقدرتها على صناعة جيلٍ واثق، مسلح بالعلم، ومؤمن بأن التميز ليس خيارًا بل هوية.

ربما تبدأ الحكاية من حرمها في منطقة السرو، لكن صداها يتجاوز حدود المكان؛ فالجامعة اليوم ليست فقط وجهة للطلبة الأردنيين، بل باتت موطنًا لطلبة من مختلف الدول العربية والأجنبية، يصنعون معًا فسيفساء ثقافية تعكس روح الانفتاح.

ولأنها تدرك أن الريادة لا تأتي بالصدفة، تبنّت الجامعة برامج أكاديمية تواكب التحولات الكبرى في سوق العمل؛ من الذكاء الاصطناعي، إلى التكنولوجيا الطبية، إلى علوم التصميم الحديثة، حتى بات خريجوها يثبتون وجودهم في كبريات المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية.

وفي خطوة استراتيجية جديدة تعكس رؤيتها الاستباقية، افتتحت جامعة عمّان الأهلية كلية التعليم التقني، كمنصة متطورة تهدف إلى إعداد كوادر تمتلك المهارات العملية والفنية المطلوبة في سوق العمل للطلبة اصحاب معدلات 50 بالمائةفما فوق ، وفي مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والصناعة الذكية، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة الخدمات التقنية .

وتعزز الكلية مكانتها من خلال حصولها على اعتماد مؤسسة "بيرسون" العالمية لعدد من برامجها،هذا الاعتماد يمنح خريجي الكلية ميزة تنافسية عالمية، ويجعل شهاداتهم معترفًا بها دوليًا، مما يفتح أمامهم آفاق عمل واسعة داخل الأردن وخارجه.

وفي هذه الكلية، يمتزج التعليم الأكاديمي بالخبرة الميدانية عبر شراكات مع مؤسسات صناعية وشركات محلية وعالمية، بحيث يحصل الطالب على فرصة للتدرب على أحدث التقنيات والأجهزة قبل التخرج وقد صُممت البرامج لتواكب المعايير الدولية، مما يمنح الخريجين قدرة عالية على المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي إنها نقلة نوعية تعكس إيمان الجامعة العميق بدورها في سد فجوة المهارات، وتحويل التحديات إلى فرص، وصناعة جيل جديد من التقنيين المبدعين الذين يسهمون في دفع عجلة الاقتصاد الوطني نحو المستقبل.

قد يبدو للبعض أن الجامعات مجرد محطات للعبور نحو سوق العمل، لكن جامعة عمّان الأهلية اختارت أن تكون أكبر من ذلك؛ أن تكون نقطة الانطلاق لتغيير حقيقي، فهي تدرك أن بناء شخصية الطالب لا يقل أهمية عن تعليمه التخصص، وأن تكوين عقل نقدي قادر على التفكير الحر هو استثمار لا يقل قيمة عن أي شهادة أكاديمية.

لذلك، تجد في الجامعة أندية ثقافية، وأنشطة رياضية، ومنصات للنقاش المفتوح، بل ومساحات تحفّز الطلبة على إطلاق مبادراتهم الخاصة؛ فالجامعة لا تريد أن تصنع موظفين فحسب، بل تريد أن تخرّج صانعي قرار ومؤثرين قادرين على إعادة رسم ملامح المستقبل.

لم تتوقف الجامعة عند التدريس التقليدي، بل وضعت البحث العلمي في قلب استراتيجيتها؛ حيث هنا تُبتكر الحلول، وتولد براءات الاختراع، وتتحول الأفكار إلى مشاريع عملية وقد شهدت الجامعة في السنوات الأخيرة تعاونًا مثمرًا مع مؤسسات علمية عالمية، مما جعلها بيئة جاذبة للكفاءات والباحثين.

وهذا ما جعلها اليوم لا تنافس على مستوى محلي فقط، بل تشارك في تشكيل مشهد أكاديمي عربي أوسع، يمنح التعليم دورًا قياديًا في التنمية.

في زمنٍ تتشابه فيه الجامعات وتتنافس على الأرقام، اختارت جامعة عمّان الأهلية أن تكون مختلفة؛ أن تكتب قصتها بجرأة، وتبني مكانتها بإنجازات حقيقية لا بشعارات براقة.

هي ليست جامعة تمنح شهادات، بل جامعة تمنح معنى جديدًا للتعليم إنها الحلم الذي بدأ من السرو، لكنه اليوم يمتد إلى كل مكان يصل إليه خريجوها، حاملين معهم رسالة مفادها: أن التعليم لا يغيّر الأفراد فقط، بل يغيّر العالم بأسره.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences