حسن صفيره يكتب : لن أُعيش للملك ولن ارسل بيانات تجديد ولاء وانتماء ولن اشتمّ نتنياهو …
خاص : حسن صفيره
تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة عكست تحولاً في الرواية الإسرائيلية الرسمية على لسان رئيس حكومتها، وجسدت في الأفق المعتقدات التوراتية في اطروحة اسرائيل الكبرى على حساب الدول المجاورة ومنها الأردن ، وجائت تصريحات نتنياهو غير الصادمة على الأقل لي شخصياً وللكثير من الأردنيين بناءً على الخزعبلات الدينية بارض الميعاد والتوسع الأفقي شرقا وجنوبا وشمالا وهي دعوات قديمة كانت تصدر من قبل المتطرفين اليهود بين الفينة والأخرى .
وهنا لسنا معنيين بالرد على النتن او غيره بالسب والشتم والتهديد والبيانات الكلامية الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، كما ولا يجوز ايضاً ان ننجر وراء مثل هذه الهرطقات الى المربع الذي يتوقعه ورسم له العدو بدقة، ولندع ذلك يمر عبر القنوات الرسمية للحكومة ومن خلال رئيسها وناطقها الرسمي والفريق الدبلوماسي والسياسي فيها ، وسنكون خلف القرارات التي تصدر كرد على تصريحات الصهاينة ومنها اعادة النظر في اتفاقيات وادي عربة والغاز والكهرباء والماء والتنسيق الأمني والعلاقة الدبلوماسية برمتها .
كما أننا اليوم وبوجهة نظري الشخصية لا نحتاج إلى عبارات تعييش وبيانات ولاء وانتماء للوطن وللملك وللهاشميين فنحن خرجنا من هذا الإطار منذ زمن، حيث لا يختلف اثنان في الأردن على الحكم الملكي الهاشمي وشرعيته التاريخية والدينية وتجد اشد المعارضين في الداخل والخارج ينادون بالحفاظ على الحكم والعرش الهاشمي ولعلنا خرجنا ايضاً من المزاودات على حب تراب هذا الوطن عبر رسائل تجديد الولاء والانتماء من قبل شخوص وعشائر وأحزاب فمن منا لا يفدي الأردن بروحه ودمه وأغلى ما عنده في سبيل العزة والكرامة والشرف .
في هذه الظروف وبظل ما يُحاك من مؤامرات تنال من وطننا الأغلى وكياننا الأسمى يجب علينا ان نفكر خارج الصندوق ونوجه دعواتنا بضرورة التجهيز والإعداد المدروس لجيشنا العربي المصطفوي وزيادة قدرته وتسليحه وعدم الاعتماد على الأمريكان الداعمين الاوائل للعدو الصهيوني، كما ويجب تنفيذ جملة من التدريبات العسكرية على الأسلحة الخفيفة والثقيلة لشبابنا وشاباتنا والعمل الجاد على تسليح الشعب كبيره وصغيره رجاله ونسائه لنكون على اهبة الاستعداد لمواجهة هذا العدو الذي لا يعرف سوى لغة القوة والعنف والملح والبارود .
ففي الوقت الذي تضطلع فيه الدولة الأردنية بترتيب أوراق دول المنطقة والجوار، وسعي القيادة الأردنية في إحلال الأمن والأمان في دولة الجارة سوريا واحتضان عمان مؤخرا المشاورات الثلاثية مع الأمريكيين والسوريين، وما سبق ذلك من التحام الأردن الرسمي بمفاصل القضية الفلسطينية والدفع باتجاه وقف الحرب وماكنة الاجرام الصهيونية على قطاع غزة واستمرار الاردن بانزال المساعدات منذ بدء العدوان وبمشاركة ملكية رصدها العالم الغربي بأشادة منقطعة النظير لما عكسته من موقف جريء للدولة الأردنية، فإن الاردن أمام هذه الحالة ليس بقاصر عن بلورة موقفٍ من شأنه لجم الهرطقات الصهيونية بل وأكثر من ذلك، اذا نظرنا للأوراق الرابحة التي يمتلكها الأردن في مواجهة ومجابهة حالة الصلف وانكار الواقع لدى المؤسسة الصهيونية، أمام متوالية تصريحات اليمين الصهيوني، فإلى جانب متانة وصلابة المؤسسة العسكرية الجيش العربي التي تحكم قبضتها على جغرافيا المنطقة لا الأراضي الأردنية فحسب، فإن الجسم الشعبي الأردني الذي يعيش حالة تأهب دائمة للوقوقف وراء دولته وقيادته واستعداد مئات الالاف من المتقاعدين العسكريين والأمنيين لارتداء "الفوتيك"، وهذا ما حدث مطلع العام الحالي امام موقف الاردن من مسألة التهجير التي يتشدق بها العدو الصهيوني، فما بال المؤسسة الصهيونية من ردود فعل الأردنيين امام هرطقات النتن ويمينه الاجرامي في المؤسسة الصهيونية واطماعه في المخطط العقيم "اسرائيل الكبرى".








