لقاء سمو ولي العهد بشباب إربد… تساؤلات حول آلية التمثيل والاختيار

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

بقلم: عوني الرجوب
باحث وكاتب سياسي

إن لقاءات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مع الشباب الأردني تمثل محطة وطنية مهمة، ورسالة واضحة بأن القيادة الهاشمية تراهن على الشباب ليكونوا القوة الحقيقية في صناعة المستقبل. ولقاء سموه الأخير مع شباب إربد هو شرف عظيم لأي شاب أردني، لأنه يعكس الثقة الملكية الغالية بجيل المستقبل.

لكن، ورغم قيمة اللقاء ومكانته، فقد أثار العديد من الشباب تساؤلات مشروعة: كيف جرى اختيار من مثّل شباب إربد في اللقاء؟ ولماذا مُنحت بعض الأحزاب فرصة التمثيل بينما غاب تمثيل أحزاب أخرى؟

لقد تواصل معي عدد من الشباب من مختلف الأحزاب وغير المنتمين للأحزاب، وكان استفسارهم مباشراً: لماذا حظي حزب “الاتصار” بتمثيل شبابه في اللقاء، بينما لم يُمثَّل شباب أحزاب أخرى؟ وكان جوابي أنني لا أعلم آلية الاختيار، وربما كان التمثيل بصفة شخصية لا حزبية. فجاء ردهم منطقياً: جلالة الملك طالب بانخراط الشباب في الأحزاب، وسمو ولي العهد يشدد على دعمهم، فكيف يُغيب شباب الأحزاب عن لقاء بهذا المستوى؟ ولماذا لا يكون التمثيل عادلاً، بحيث يُمثل كل حزب على الأقل شاباً واحدا أو اثنان؟

وهنا تبرز إشكالية أساسية: إذا كان تمثيل الشباب في لقاء بهذا المستوى لا يُبنى على أسس حزبية عادلة، فما قيمة العمل الحزبي إذن؟ 
وإذا كانت بعض الأحزاب تُهمَّش بينما تُعطى أخرى فرصة الحضور، فهذا خلل مزدوج: 
مسؤولية تقع على الجهات المنظمة التي تلجأ للانتقائية، ومسؤولية أيضاً على بعض الأحزاب التي تقبل أن تُغيَّب دون موقف واضح.

إن هذا الطرح من الشباب مقنع ووجيه، لأن الانتقائية مرفوضة جملة وتفصيلاً. فجميع الشباب الأردنيين أوفياء ومخلصون، ويستحقون أن يكونوا شركاء حقيقيين في تمثيل محافظاتهم وأحزابهم أمام القيادة.

إن غياب بعض الأحزاب عن مثل هذا اللقاء يتناقض مع النهج الذي أكد عليه جلالة الملك وسمو ولي العهد في دعم المشاركة الحزبية والانخراط السياسي للشباب بالاحزاب . فالمشاركة الحقيقية لا بد أن تستند إلى معايير واضحة وعادلة للتمثيل، لا أن تُترك للاجتهادات أو الأهواء التنظيمية.

ونؤكد هنا أن العتب ليس على اللقاء ولا على أهدافه النبيلة، بل على آليات التمثيل التي يجب أن تكون أكثر شفافية وشمولية. فالتنوع الحزبي والفكري والثقافي هو قوة الأردن، ويجب أن ينعكس في مثل هذه اللقاءات حتى تصل الصورة الكاملة لسمو ولي العهد عن طموحات وهموم الشباب.

وبالختام، نقول بثقة: لقاء سمو ولي العهد مع شباب إربد خطوة مباركة، وتستحق كل الاحترام، وفي الاتجاه الصحيح، لكن قيمته الحقيقية تزداد حين يبتعد عن الانتقائية، ويقوم على تمثيل صادق، شامل، وعادل، يعكس حقيقة شباب الأردن جميعاً، لا فئة دون أخرى

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences