(فضفضة) الأحزاب الأردنية بين الرؤية الملكية والواقع الغائب

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

أحمد صباغ

منذ سنوات، يتحدث جلالة الملك بوضوح عن أهمية الأحزاب السياسية، وعن ضرورة أن يكون لدينا حياة حزبية حقيقية تُسهم في تعزيز الديمقراطية وتفعيل المشاركة الشعبية. الرؤية الملكية جاءت واضحة: أحزاب برامجية، قادرة على تمثيل الناس والتعبير عن مصالحهم، بعيدة عن الشخصنة والمصالح الضيقة.

لكن، حين ننظر إلى الواقع، نجد أن المسافة لا تزال طويلة بين ما أُريد وما تحقق. فالأحزاب في الأردن ـ مع استثناءات محدودة ـ ما زالت عاجزة عن الوصول إلى الناس، بل إن معظم الشباب لا يشعر أن هذه الأحزاب تمثله أو تعكس طموحاته. كثير من الأحزاب تبقى أسماء على ورق، أو واجهات شكلية لا حياة فيها، تفتقد للرؤية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تُقنع الشارع.

الرؤية الملكية للإصلاح السياسي لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت خارطة طريق واضحة، تُطالب الجميع بالانتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل. ومع ذلك، يظل الأداء الحزبي بطيئًا، وكأننا ندور في حلقة مفرغة من المؤتمرات والخطابات دون أثر ملموس في الميدان.

المواطن اليوم يتساءل: لماذا لم نرَ أحزابًا قوية تُنافس في الانتخابات ببرامج حقيقية؟ لماذا لم تتحول هذه الرؤية إلى ممارسة سياسية تُشعر الأردنيين أن صوتهم مؤثر؟ وهل المشكلة في القوانين وحدها، أم في الإرادة الحقيقية لدى الأحزاب ذاتها؟

إن بقاء الأحزاب على هامش الحياة السياسية يعني ببساطة بقاء الشباب والجمهور بعيدين عن المشاركة، وهذا ما يتناقض تمامًا مع ما دعا إليه جلالة الملك في أكثر من مناسبة. المطلوب ليس مجرد إنشاء أحزاب جديدة، بل بناء ثقة بين المواطن والحزب، ثقة تقوم على المصداقية، البرامج الواقعية، والعمل الميداني.

خاتمة الفضفضة

في النهاية، لا يمكن لأي دولة أن تحقق إصلاحًا سياسيًا حقيقيًا من دون أحزاب قوية. والرؤية الملكية واضحة، لكن التنفيذ ما يزال غائبًا... والسؤال هنا: متى تتحول الرؤية إلى حقيقة يلمسها الناس بدل أن تبقى حبرًا على ورق؟

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences