الملك في سمرقند و أستانا !
د. حازم قشوع
قبل استهلال الملك عبدالله زيارته لآسيا الوسطى، تم توقيع اتفاقية استثنائية بين عمان وموسكو اشتملت على دخول الأردنيين كما الروس بدون تأشيره بين البلدين، خطوة اعتبرها متابعون أنها تحمل عنوان عميق لفاصلة جديدة، وهذا ما جعل من الزيارة الملكية لآسيا الوسطى تحمل فى طياتها توجهات سياسية وأخرى تؤكد على متانة العلاقات البينية لما تمتلكه من مضامين ومغازى تجاه المعسكر الشرقي الذي أخذ يرحب بهذه الزيارة بطريقة استثنائية تحمل فى طياتها مغازى كامنه تبينها لباقة الترحيب فى الملك الهاشمي، الذي اخذ يتنقل في حاضنه ارثه التليد بين سمرقند التى فتحت فى عهد عبدالملك بن مروان على يد قتيبة بن مسلم الباهلي لتكون بلاد الخير والعطاء وعنوان للتقدم والبناء، عندما جعلت لتكون مركزا للخلافة وعنوانا مركزيا في آسيا الوسطى فى زمن الوزير نظام الملك وعمر الخيام وصاحب القلعه الجدلي حسن الصباح، وهذا ما جعل من مدينة سمرقند تأخذ رمزية القلعه الحصينه وترسل رساله امان لساكنيها من قبائل الأوزبك ومن القبائل العربية التي يقطنونها من أجل بناء نموذج فريد في عالم ما وراء النهر.
ولعل درجة الاستقبال المفعمة بالغبطة والمسرة من قبل الأوساط الرسمية والشعبية جعلت من هذه الزيارة تؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين الأردن برمزية نظامه الهاشمي ذو الرسالة التاريخية الممتدة وبين دول آسيا الوسطى بما تمتلكه من أثر تاريخي تليد، وجغرافية مكان يبينها الإرث الثقافي الذي ما زال خير شاهد كما هندسة البنيان على عظمة المكان وعمق ما يحويه من معاني ثقافية لتمتزج في المحصلة الحضرة الهاشمية بالحاضنه الثقافيه العربيه الاسلاميه في سمرقند كما في أستانا العاصمة الكازاخية الحديثة بحكم منطوق الضاد وعنوان أثر الكتاب وما حملته رسالته من محتوى ثقافي، وهذا ما يؤكد على مكانة الاردن ورفعه نظامه الهاشمي التليد ومدى قدرته على بيان رسالة في توقيت يحمل معاني سياسية كما يحمل جمل استفهامية عديدة ؟.
صحيح أن علاقة الأمة العربية مع الأمة التركية ( تركيا و أذربيجان وكازاخستان وقيرغيرستان وتركمانستان أوزبكستان ) هى علاقات عميقة وتاريخه، لكن ما هو صحيح ايضا ان هذه الزيارة تحمل في توقيتها السياسي مضامين عميقة ليست فقط على صعيد العلاقات البينية بين الامتين العربية والتركية أو على مستوى علاقة الأردن وبلدان آسيا الوسطى الودية، لكن يجدها كثير من المتابعين أنها تأتي لبيان مسألة العمق الهاشمي ومحتواه الكبير بما يملكه من حاضره واسعة حملت رسالة تاريخية للإنسانية وحاضنه عميقة يمتد محتواها العربي والإسلامي الى حيث كتب شاهد التاريخ وخط قلم الإنسانية منذ أن انتقلت البشرية الى محتواها الإنساني.
وهذا ما يؤكد على المكانة التاريخية والسياسية للنظام الهاشمي في حمل لواء ممتد من الإسراء إلى المعراج حيث عمل الهاشميين على تقديم نموذج للتعايش الديني والحضاري في القدس بين الأديان عندما رسموا جغرافية التعايش الحضاري وبنوا إرثها السلمي بعنوان ستاتيكو الأديان الذي ما زال خير شاهد على إنسانية النظام الهاشمي، حيث تجسد القدس بما تحمله ظلالهم الفكرية التي تقوم عليها "أنسنة المواطنة" من منهاج وتبين محتواه تلك الصورة التي يجب أن تقرأ بعمق عند إعادة رسم أو ترسيم تصور للجغرافيا السياسية للمنطقة، فإن النظام الهاشمي هو صمام الأمان وخط اتزان ومحور السلام للمنطقة ومجتمعاتها كما لجنوب العالم بأسره، وهو التصور الذى يجب أن يكون معلوم فى بيت القرار الدولي والإقليمي عند التحدث عن عناوين المنطقة أو عن الحديث عن قضيتها المركزية التي عنوانها القدس، تلك هي الدلالة التي قرأها السياسيين من رمزية زيارة الملك عبدالله بهذا التوقيت لاوزباكستان وكازاخستان حيث سمرقند وآستانا.








