انور باشا الطراونة .. الاسم المدون في سجل الوطن والمحفور على جدران سياجه الأمني
خاص- افتتاحية الشريط
في مشهد لافت وخارج عن المألوف، أحدثت احالة الباشا أنور الطراونة الى التقاعد حالة تثمين وتقدير غير مسبوقة من قبل العاملين في مرتبات وأجهزة الأمن العام، ومتابعي الشأن الأمني والعاملين في الجسم الاعلامي، والتي حملت مضامين صادقة وعفوية احتكمت لآداء الباشا الأمني في أعلى وأعمق ما تعنيه الأمانة الوطنية الأمنية في كافة المواقع الامنية التي شغلها.
حالة التقدير والامتنان التي اعلنها كل من عرف وتعامل مع الباشا الطراونة تجيئ لمسيرته الأمنية التي شغل خلالها منصب قيادات عديدة في مرتبات الأمن العام، تاركا بصمة متميزة فيها وهو الرجل الذي تسلم ادارة مكافحة المخدرات لسنوات طويلة، والحال كذلك في ادارة الدفاع المدني، لتتكلل مسيرته الأمنية قبل قرار إحالته على التقاعد وترفيعه لرتبة لواء بتسلمه منصب مساعد مدير الامن العام.
الباشا الطراونة، وفي اعقاب احالته على التقاعد، لقي منشوره الذي كتبه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي استحسان متابعيه ومهتمي الشأن الأمني، بيد ما ذهب اليه في منشوره من اختزال وعنوان عريض لموقفه الوطني في احد اشكال تجديد البيعة والعهد للوطن الأردني وللقيادة الهاشمية ولرفاق السلاح في مرتبات الأمن، في عبارات حملت من الوفاء والدفء ما يؤكد أصالة ذلك الرجل الجنوبي الذي آمن بالوطن الأردني بيتا وأسرة في كل المواقع الامنية التي شغلها بأمكنتها وشخوصها وافرادها، ليظل ويبقى هاجس الامن لديه والوطن عنوانه الأول والاخير.
رسالة الطراونة المشار اليها، عكست نبل أخلاق الرجل، وترجمت كذلك عمق ما يحمله من قيم امتنان لنشمي أردني تربى في مصنع الرجولة الأمني، فيما هو يوجه امتنانه لسيد البلاد بقوله ( اتقدم من حضرة سيدي صاحب الجلاله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الأمين بِشكر لا تفيه الكلمات وامتنان لا تصفه العبارات بصدور الإرادة الملكية السامية بترفيعي إلى رتبة لواء وإحالتي إلى التقاعد).
وبكلمات عميقة المعاني، وتوصيفات لا يقوى عليها الا من آمن بالوطن الأردني وجهازه الأمني، كان توصيف الباشا الطراونة لجهاز الأمن العام بالقلعة توصيفا دقيقا وذكيا ومنصفا، حيث قلعة الأمن العام التي وضعت الاردن على خارطة العالم كدولة أولى في الامن والامان، وجاءت كلمات الطراونة كفوح ورود على سفوح أردن الشموخ بقوله (ها أنا اليوم أودِّع قلعة النبْل والشهامة، جهاز الأمن العام. أُغادره والقلب عامر بالامتنان، لأناس صدقوا الأمانة لله وللوطن وللملك. فسلامٌ على الأمن العام بقلبه الشرطة، وجناحيه الدرك والدفاع المدني، وسلامٌ على الزملاء والزميلات عاملين ومتقاعدين ، لكم جميعًا من القلب دعاءٌ لا ينقطع، ووفاءٌ لا يزول. أما وقد قدم لي الأمن العام الكثير فأرجو من العليِّ القدير أن أكون قد قدمت له النذر اليسير لقاء ذلك) .
ولأنه الوفي الأصيل، ختم رسالته لرفاق الدرب من قادة الامن العام وخاطبهم بالقول (والشكر الموصول لعطوفة مدير الأمن العام اللواء الدكتور عبيد الله المعايطه وأصحاب العطوفة المدراء السابقين الذين تشرفت بالخدمة معهم فلقد كنتم أخوة حملوا على عاتقهم رسالة العمل الأمني بكل إخلاص ومسؤولية).
ويصر الباشا الطراونة على اظهار معدنه الأصيل، وفطنته التي تجلت باستحضار بل وضرورة استذكار من ضحوا بأرواحهم في سبيل الواجب الأمني، موجها كلماته لأرواحهم بالقول (أما شهداء الامن العام ، شركاء الدرب وأنوار الطريق الذين اشتروا المجد بأرواحهم عرفناهم زملاء السلاح، ودّعناهم أبطالًا في العلم، بقي صدى خطاهم في ميادين الوحدات التي خدموا بها، يوقظ فينا الانتماء ويهمس لنا : إنّ في الموت حياة، إذا كان في سبيل الوطن).
هذا هو الطراونة الباشا أنور، صاحب الأخلاق النبيلة التي تعد رصيدا حقيقيا للوطن الأردني، صاحب النخوة والشهامة في ادائه الامني لأجل أخيه الانسان الاردني، وصاحب الموقف الوطني الثابت لأجل وطنه الاردني ومليكه الهاشمي، ولا انتهاً برفاق دربه من قيادات الامن العام الذين كرسّوا الدولة الأردنية موطناً وواحة حقيقية للأمن والأمان اردنياً واقليمياً ، وحفروا اسمائهم في مدونة الوطن وعلى جدران سياجه الأمني في مديرية الامن العام .








