المولد النبوي الشريف… صرخة في زمن العار

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

بقلم: عوني الرجوب
باحث وكاتب سياسي

في ذكرى مولد الهادي البشير، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لا نحتفل فقط بميلاد رجلٍ عظيم، بل نستحضر مولد أمةٍ عربية نهضت من ركام الجاهلية إلى صدارة العالم. أمةٌ أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم على التكافل والإيثار، على الرجولة والشرف والغيرة، وعلى العدل والرحمة، حتى غدت قوةً مهابة، تزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة، وتُرعب قلوب أعدائها بالحق لا بالباطل.

لقد كان مجتمع الرسول وأصحابه نموذجًا فريدًا؛ المهاجر والأنصاري جسد واحد، الغني يُؤثر على نفسه، والفقير يجد من يواسيه، القوي يحمي الضعيف، والجميع يعيش تحت راية “لا إله إلا الله”. يومها، لم يجرؤ عدو على تدنيس مقدسات المسلمين، ولم يُسفك دم طفلٍ عربي ومسلم أمام أعين الأمة دون أن تتحرك جحافلها كالسيل العرم.

أما اليوم… فأيّ حالٍ أليم نعيشه؟! أمتنا العربية والإسلامية تفرقت شيعًا وأحزابًا، ضيّعت عزتها، وركنت إلى الدنيا، حتى غدت غثاءً كغثاء السيل. تكافل الأمس تبدّل إلى أنانية قاتلة، ووحدة الصف تحولت إلى تناحر مقيت، حتى فقدت الأمة هيبتها وضاعت هيمنتها.

وفي المقابل، ها هو العدو الصهيوني يمرح ويمكر بلا حدود؛ يقتل الأطفال بدمٍ بارد، يُمزّق الأجساد، يُشرّد النساء والشيوخ، يهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ويدنّس المقدسات الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى – أولى القبلتين وثالث الحرمين – صباح مساء، بينما أمة المليارين تكتفي بالاستنكار الخجول أو الصمت المريب!

يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم… أيّ ذلٍ هذا الذي وصلتم إليه؟! أتُدنس مقدساتكم وأنتم صامتون؟! أتُسفك دماء أطفالكم وأنتم مشغولون بصراعاتكم الصغيرة؟! أتُباع قضيتكم المركزية في أسواق السياسة الرخيصة وأنتم تتفرجون؟!

إلى كل العرب في كل مكان… أين شهامتكم وغيرتكم وعروبتكم التي كانت سيفًا قاطعًا على رقاب من يحاول إهانتكم أو البطش بأعراضكم؟

أين نخوتكم؟ أين غيرتكم التي هزّت الدنيا يومًا؟ أين رجولتكم التي كانت تُرهب الطغاة؟! كيف رضيتم أن يُقال عنكم اليوم إنكم أمة نائمة، أمة فقدت الكرامة، أمة خانعة لا تتحرك حتى لدمائها ولا لأقدس مقدساتها؟!

إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس مهرجانًا للزينة ولا قصائد تُتلى ثم تُنسى… بل هو عهدٌ جديد، وبيعةٌ تُجدد مع الرسالة: أن لا نرضى بالذل، أن لا نقبل بالخنوع، وأن نستعيد روح محمد وصحابته، فنعود أمةً واحدة قوية شامخة، تقود ولا تُقاد، وتفرض إرادتها ولا تُفرض عليها.

يا أمة الإسلام… يا أمة العرب في كل مكان… آن لكم أن تنهضوا! آن لكم أن تستفيقوا من سباتكم! آن لكم أن تُعيدوا فلسطين إلى قلبكم، أن تعلنوا أن القدس والأقصى خط أحمر، وأن تُثبتوا للعالم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تموت، وإن نامت لحظة فإنها تستيقظ لتزلزل الأرض تحت أقدام أعدائها. فاصالتكم العربية لها جذور عميقة.

فإما أن نعود أمةً قائدة كما أرادنا رسول الله صلى الله عليه وسلم… أو نظل أمةً ضائعة في زمن العار والمهانة، وتلك – والله – خيانة للأمانة التي حملها إلينا خاتم الأنبياء.

هيا يا أمة الإسلام… آن الأوان أن تستفيقوا، أن توحّدوا صفوفكم، أن تعيدوا فلسطين ومقدساتها إلى قلبكم، وأن تعلنوا بصدق أنكم أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي تأبى الذل والخنوع.

فاصحوا يا عرب… أين غيرتكم وشهامتكم إن كنتم مؤمنين؟

إذا أحببت، أقدر أن أصنع لك نسخة HTML جاهزة للنشر على المواقع مع إبراز العناوين والفقرات بطريقة جذابة للقراء، بحيث يكون النص ناريًا ومؤثرًا كما كتبته تمامًا

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences