الملكة غزة علامة إنسانية فارقة !
د. حازم قشوع
حملت الملكة رانيا العبدالله لأمريكا اللاتينية القضية الفلسطينية الى حيث ينعقد مؤتمر سيغلو للشباب العالمي في المكسيك، لتؤكد على ثابت الموقف الأردني تجاه هذه القضيه السياسيه الإنسانية وتبين حال الهاشمين ببيان قضيتهم الرئيسية وقضية الأردن المركزية التي مازال شعبها يعاني من الاضطهاد والتجويع أثر الحصار المطبق والحرب الشعواء التى تشنها حكومة التطرف الإسرائيلية، وهى الصورة التى يمكن للجميع مشاهدتها من دون حاجة تلسكوب فضائي يرصد حرب الإبادة ولا لتحليل خوارزمي يقوم على الذكاء الاصطناعي من أجل تمييز ما يحدث من أحداث وبيان طريقة الاصطفاف مع القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي أصبحت غائبة فى ميزان الحكم والاحتكام على مجريات احداث لما يحدث فى قطاع غزه من اعمال اجرامية وأفعال وحشية وصلت الى حد قطع سبل العيش ل 2.25 مليون انسان كل ذنبهم انهم لا يدينون بالعقيدة الصهيونية التي يبدو انها اصبحت جواز سفر الحياة فى هذه المنطقة !.
ولان مكيال الوزن السياسي أصبح غير مفهوم ولا مقروء نتيجة حالة تزييف الحقائق المتبعة، كما أن زاوية النظر إليها أصبحت تقوم على نظرية التباين المعرفي، وهذا ما جعل من ميزان الاصطفاف يصبح غريب الأطوار كونه لا يقوم على مضامين قيمية كان من المفترض أن ترسم للجميع المرجعية القيمية فى الحكم والاحتكام، على الرغم ان كل الصيغ القانونية عبر المحاكم الدولية أكدت أن ما تقوم به قوات الاحتلال هى جرائم حرب ضد الإنسانية مع ذلك مازال هناك من يعطي غطاء سياسي لآلة الحرب ويقدم الدعم العسكري والمادي ويحرضها على ارتكاب المزيد من الأفعال ويدعم توجهاتها لإنهاء هذه العملية بالسرعة القصوى.
وهذا ما جعل الملكة رانيا العبدالله ترسل خطابها الإنساني عبر هذا المؤتمر الدولي الهام لحث الجميع للتدخل من أجل وقف حرب الإبادة ومن أجل ترسيخ القانون الإنساني ومن أجل رفع الغطاء عن الة الحرب الاسرائيلية حتى لا تغلو بأفعالها وتعود لرشدها وتنصاع للقانون الدولي الذي ينتهك عبر هذه الأعمال المشينة بحق القانون الدولي والمجتمع الدولي الذي يجب أن يقول كلمته بوضوح من دون تأويل إزاء ما يحدث من أفعال مدانة تدينها القيم والأعراف كما العقائد والأديان والقانون الدولي الإنساني.
ولعل الملكة رانيا العبدالله أرادت عبر توجيه خطابها المحكم لفئة الشباب من استخدام نموذج الدبلوماسية العامة معهم لحث جيل للتحرك الفاعل كونه هو من يقوم على تصنيع نماذج العمل فى المستقبل، وهو القادر على تشكيل حواضن مؤثره فى بيت القرار العالمي لما له من تأثير مباشر على صعيد التواصل الوجاهي كما فى شبكة التواصل الافتراضى، لاسيما وان الجميع على موعد مع نقطة اشتباك مهمة فى نيويورك حيث تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الثلث الاخير من ايلول من اجل ان تنال فلسطين أيقونة الحرية عنوان الحماية القانونية عبر عضوية عامل فى الامم المتحده، لما يشكله ذلك من درع حصين يردع تصفيه فلسطين وحالة امان لحل الدولتين الذى يسعى لتبديد وتصفية القضية الفلسطينية عبر احتلال الأرض وتهجير الشعب.
وهذا ما جعل من خطاب الملكة رانيا العبدالله يشكل حاضنة مركزية للموقف الأردني وقضيته التي تعمل دبلوماسيته من أجل وقف الحرب والتصدي لأليات التهجير وتضع خط احمر امام تصفية القضية الفلسطينية، الأمر الذي جعل من خطاب الملكة رانيا العبدالله يشكل حاضنة سياسية وحاضره انسانية لأجل سيادة القانون الدولي الإنساني لكي تعلو القيم والمبادىء على صوت القوة والتطرف الذي أخذ بالاستفحال والتمادى غير الإنساني.








