الوجود العربي على المحك… صحوة أو اندثار”
بقلم: عوني الرجوب
باحث وكاتب سياسي
يبقى العرب كلٌّ منهم ينتظر دوره، كأننا في طابور الموت، نتفرج على من يسقط أمامنا، بانتظار أن نكون التالي.
أهذه أمة محمد التي أذلها العجز حتى صارت بلا عزة ولا كبرياء؟
أهذا ميراث التاريخ والحضارة الذي صار غبارًا تُداس عليه تحت أقدام الاحتلال؟
هل ما زلنا نصدق أن أمريكا راعية للحريات؟ ألسنا نرى أن ديمقراطيتها المزعومة تتحول إلى غطاء قذر يشرعن جرائم إسرائيل ويمنحها رخصة مفتوحة للقتل والاغتصاب والاحتلال؟ ألا ندرك بعد أن كل خطاب أمريكي عن الحرية ليس إلا خديعة لتمرير مخططاتها؟
التوسع الإسرائيلي لم يعد وهمًا. إنه حقيقة تُرى بالعين. إسرائيل التي تمسكنت يومًا بادعاء المظلومية، صارت وحشًا يلتهم الأرض والدم، فاحتلت فلسطين واستباحت العرض، وتمددت حتى صار القصف على عواصمنا حدثًا عابرًا لا يرد عليه أحد.
فهل نبقى متفرجين على غزة حتى تُباد عن بكرة أبيها؟ هل ننتظر سقوطها ونحن نعلم أنها الحصن الأخير للأمة؟
من يظن أن استباحة غزة ستتوقف عند حدودها فهو واهم، فإبادة غزة مقدمة لإبادة ما تبقى من عروبتنا وإسلامنا.
هذه ليست حروب حدود، بل حروب وجود ونفوذ، معركة فاصلة بين أمة تُريد الحياة وأعداء يسعون لمحوها من الوجود.
إسرائيل وأمريكا لم تعودا تُخفيان نواياهما، فالمشروع معلن: تدمير الإسلام، إسقاط العروبة، وابتلاع المنطقة كلها.
يا عرب… استفيقوا. الكراسي التي تهيمن اليوم لن تدوم، فالكراسي بلا رجال حرة لا تقوم، وكل من يقوم على إذلال الأمة مصيره السقوط. لماذا لا نفكر بجدية أن طريق البقاء يمر بالاتحاد؟
نحن في بلاد الشام، قلب الأمة وعمودها الفقري. لماذا لا نكون القدوة ونبادر إلى إقامة مملكة بلاد الشام، لتكون منارة للوحدة، وحاضنة لمشروع عربي قومي جامع، ونقطة انطلاق لنهضة توقف الانهيار؟
الوحدة ليست شعارًا عاطفيًا، بل قدر محتوم. من دونها سنبقى ضعفاء، تُستباح أوطاننا واحدة تلو الأخرى.
أما إذا اجتمعنا على كلمة سواء، وتوحدت كلمتنا وسيفنا، فسنستعيد القوة ونعلن ساعة الخلاص، ونكتب بداية جديدة لأمة وُلدت لتبقى.
اللحظة التاريخية لا تنتظر، والفرصة لا تُمنح مرتين. إن لم نصحُ اليوم، سنستيقظ غدًا على ركام أوطاننا، لا كأمة تُذكر في كتب المجد، بل كجثة هامدة يُكتب عنها في هوامش التاريخ: كانت هنا أمة… ثم انتحرت بصمتها








