المجالي يكتب : يحق لي أن أكتب عن الملك ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

يقول لي أولادي كلما ظهر وجه الملك على الشاشة : (أبوي شو اللي حاطو الملك على إذنو)، فأخبرهم أنها سماعات... حين يكبر المرء، يخف السمع تلقائيا لديه فيستعملها، ويخبرونني ذات الجملة يكررونها في كل مرة : (الملك كبران) …

 

نعم الملك كبران.. كيف لا يكبر؟.. نحن همومنا في الحياة: قسط المنزل ، قسط السيارة فاتورة الكهرباء ، دمعة حرى غافلت الخد على زمن ضاع، نحن همومنا ..أي نعم في نظرنا كبيرة وتقصم الظهر، همومنا مدارس الأولاد وهاتف ياسر الذي لم يعد ينفع معه الإصلاح ويحتاج لواحد جديد ، همومنا أن نشتري عفشا صار قديما جدا ويحتاج للتغيير …

 

لكن ما بالك برجل يحمل مسؤولية أرض مساحتها (96) ألف كيلو متر مربع ، يحمل هم قضية (ف ل س ط ين) يحمل هم اقتصاد مرهق متعب ، يحمل هم مسؤولية سلامة دولة وسلامة سيادتها، يحمل مسؤولية جيش يجب أن يبقى على أعلى درجات الإستعداد ، يحمل مسؤولية هيبة دولة كاملة ....كيف لرجل أن يقف في وجه ترامب أعتي وأشرس امبراطورية في العالم ، ويتجاوز ألف لغم وألف مطب ويقدم خطابا مهما ، ويفرض هيبته …

نعم الملك كبران ...كل من يشاهد الشاشة في الكرك يقول لي هذه الجملة ، كل من يشاهد وجهه يتحدث لي عن تعبه ، ومع ذلك لم تفارقه الابتسامة …

في بيتنا علقنا له صورة بالشماغ ، مع أنه لايوجد قانون يلزم بتعليق صور الملك في المنازل القانون يلزم فقط في المؤسسات الرسمية ، ولكن قانون القلب لدينا أعلى من قوانين رئاسة الوزراء ...ومؤخرا قررنا أن نضع إنارة للصورة ، وغيرنا (البرواز) ...في علاقتنا مع الصورة تحكمنا قوانين القلب ، وتحكمنا قوانين الوفاء ...وللعلم الصور توضع للزينة ، إلا صورة الملك هي وضعت كي يعرف من يزورنا بأنك مثلما تحمي البيت الأردني الكبير ، تحمي منازلنا أيضا ...وتحمي معها أحلامنا .

صار ابني الأصغر في كل ظهور للملك على الشاشة ، يدقق في تفاصيل الوجه ويقول لي حين يرى السماعة : (هي الملك حاط السماعة) ...لكثرة اهتمام أولادنا بتفاصيل حياته ، صاروا يعودون إلى (جوجل) ويبحثون عن سماعات الأذن ..ويحضرون لنا الصور ، حتى ساعة الملك ..صورها ابني من جوجل أيضا وجاء إلى وأخبرني قائلا: ( ابوي ساعة الملك حقها 500 دولار بس) ...الأطفال الأصل أن يهتمو بما ينتج على نتفلكس من برامج ، بما يصدره (ايفون) من أجهزة ...بما تطرح مطاعم الوجبات من عروض ، بأجهزة الكمبيوتر التي تساعدهم في الدراسة ، ببرامج الذكاء الصناعي ..لكن حين يهتمون بثمن ساعة الملك ويحضرونه من (جوجل ) ...وحين يهتمون بنوع سماعات الملك ، وابتسامته ..وحجم الإنارة على صورته ، فاعلم أننا نحبه ، بكل ما في الحب من معنى .

نعم نحبه بطريقتنا العفوية البسيطة غير المتكلفة ، نحبه ليس بالصورة التي تعرضها قنوات الزمن الجديد ، ولا بمنطق كبار موظفي الدولة ، ولا بالصور التي يرسلها الديوان ..نحبه بطريقتنا الكركية ، الصافية ..الحانية ، الصادقة .

أنا أعرف أن العالم كله قد شحن بالقلق ، أعرف أن ظرفنا ووضعنا لانحسد عليه ..لكن كلما أطل وجه الملك على الشاشة ، أدرك أن هناك رجلا على هذه الأرض ، يستطيع أن يؤمن شعبا كاملا ووطنا كاملا ، أدرك أن هناك ملكا ...مهما تكالبت النوائب والمصائب علينا ، يستطيع أن يمسح الحزن عن وجه البلد ، ويستطيع أن يبقي هذا الوطن واقفا على قدميه …

الأردن لن يجثو على ركبتيه حتما لن يجثو ..

وحمى الله الملك

عبد الهادي راجي المجالي. 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences