الدكتور عبد العزيز المسلم: نثمن المشاركات الأردنية في ملتقى الشارقة الدولي للراوي على مدى 25 عاماً..
خالد سامح
يواصل ملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته الخامسة والعشرين، والتي تنطلق في مقر التراث العربي بالمدينة الجامعية بالشارقة الاثنين ( 22 سبتمبر) المقبل وتستمر حتى 26 سبتمبر تحت شعار "حكايات الرحالة"، دوره الرائد في استعادة كنوز البشرية من الروايات الشفوية والمكتوبة، والتي توثق لحياة الشعوب في مراحل تاريخية مختلفة، ويكرس في هذه الدورة تقليده التراثي في الاحتفاء بالرواة وحملة التراث وحراسه الذين تزخر مرواياتهم بالمعارف الشعبية والآداب والعلوم والفكر.
وهذا العام يكرم ملتقى الشارقة الدولي للراوي أكثر من 300 راوي ورواية من الإمارات والخليج والوطن العربي والعالم، حيث سيكون الاحتفال باليوبيل الفضي للملتقى أكثر شمولاً وعمقاً من خلال أدب الرحلة.
عن شعار الملتقى وبرنامجه والأفق العربية والعالمية التي وصل إليها... وقضايا أخرى، كان لنا ها اللقاء مع الدكتور عبد العزيز عبد الرحمن المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ورئيس اللجنة العليا للملتقى.
• بدايةً، حدثنا عن سبب اختياركم "حكايات الرحالة" كشعار وموضوع لدورة هذا العام من ملتقى الشارقة الدولي للراوي؟
ما أنتجه الرحالة العرب على مر الأزمان من نصوص في أدب الرحلات بات فناً عربياً عريق يميز أمتنا ويوثق لنهضتها الثقافية والحضارية العظيمة عبر العصور، حين تفاعلت مع باقي الأمم والحضارات، واهتم رحالتها بتدوين ليس فقط حال بلادهم وملامحها الاجتماعية، بل أيضاً البلدان الأخرى في مشارق الأرض ومغاربها، وبالتالي حكايات الرحالة وأدبهم من أجمل الفنون العربية وأكثرها رواجاً ورسوخاً في الذاكرة الجمعية، لما يحتويه من معلومات حول عادات وتقاليد الشعوب وتطور العمران والحياة الاجتماعية والثقافية في بقاع مختلفة.
• حدثنا عن بعض ملامج برنامج ملتقى الراوي لهذا العام؟
تتناول جلسات الملتقى ومحاضراته التي يتحدث فيها نخبة من الباحثين والرواة قضايا عديدة، وإضاءات على انجازات الرحالة في تدوين أسفارهم وتوثيق تفاصيلها، وتنعقد تحت العديد من العناوين، منها : صورة المالديف بعيون الرحالة والبلدانيين العرب، وتقاليد السفر وآداب الرحلة في الموروث العربي، والعجائبي في مدونة الرحلات العربية، ومدن الإمارات والخليج العربي في كتابات الرحالة والجغرافيين، وأدب الرحلات من منظور إماراتي، وغيرها الكثير من العناوين.
وستنظم ورشات متخصصة في فن سرد الرحلات، وسيتم إطلاق 40 إصداراً جديداً تدور جميعها في فلك شعار الدورة، من بينها كتاب "أدب الرحلة في العالم العربي"، وسلسلة "عيون الرحلات" التي تضم عشرة منتخبات من مدونة الرحلات العربية، بالإضافة إلى النشرات والسلاسل المصاحبة، وركن خاص لتوقيع الإصدارات على هامش الفعاليات.
• ما هي أهم أهداف ورشة السرد والأداء التمثيلي الاستباقية المقامة ضمن فعاليات الملتقى؟
على مدى ربع قرن، شكّل ملتقى الشارقة الدولي للراوي منصة عالمية لالتقاء الرواة والباحثين والمبدعين في مجال السرد الشعبي، وهذه الورشة تمثل أحد الجسور التي نمدّها للأجيال الجديدة، ليتعرّفوا إلى فن الحكاية باعتباره إرثاً إنسانياً عظيماً ووسيلة لحفظ الذاكرة الشعبية.”
نحن في المعهد نؤمن أنّ السرد ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل هو أداة للتواصل وبناء الوعي الجمعي وترسيخ الهوية الثقافية، ومن هنا نحرص على أن تكون الورش التدريبية جزءاً من استعداداتنا السنوية لتعزيز هذا الفن وصونه وتطويره ونقله للأجيال القادمة، وقد تطبيقات عملية ساعدت المتدربين على اختبار تقنيات الأداء الحكائي، وتوظيفها في سرد نصوصهم الخاصة.
• أخيراً، ما تقييمك للمشاركات الأردنية في ملتقى الشارقة الدولي للراوي منذ انطلاقته؟
استضفنا في العديد من الدورات نخبة من الباحثين الأردنيين المكرسين في مجال البحث والتوثيق لفن الرواية الشعبية بمواضيعها المختلفة، وقد أثروا فعاليات الملتقى بخبراتهم لاسيما في التراث الأردني العريق، وهذا العام تنضم إلينا الإعلامية الأردنية المتخصصة بالأدب والتراث الاستاذة هند خليفات لتشارك في ترأس جلسات نقاشية وتوثيقية تتناول محاور غنية بعناوين فرعية وأوراق تغوص في الإرث الكبير الذي تركه الرواة العرب لنا وللأجيال القادمة.








