محمد الصبيحي يكتب عن أزمة الاخلاق وأزمة الرقابة وينصح صفيره بعدم الكتابة عن أزمة السير ..
محمد الصبيحي
كتبت ذات يوم عن أزمة سير فأحالني محافظ أسبق في البلقاء الى التحقيق في قسم الشكاوى بالمحافظة ثم الى الشرطة بجرم ( نقد ادارة عامة ) حسبما قال لي في مكتبه ولولا تدخل نقيب المحامين وعطوفة النائب العام لكنت احد نزلاء التوقيف الأداري ، ورغم تجاوز المحافظ لصلاحياته وللاختصاص المكاني والإداري، فان وزير الداخلية الذي علم بالامر في ساعته اغمض عينيه عن المحافظ ( المدعوم ) كما يبدو .
تذكرت هذه الحادثة وانا أقرأ مقالة المهندس عبد الفتاح درادكه بعنوان ( معاناة المرور وثقافة أحترام القانون ) متمنيا الا يحدث له مثلما حدث لي مع ذات حاكم ( عرفي) .
لقد افاض الدرادكه وفصل في مقالته واصفا المعاناة اليومية الناتجة عن همجية عدد غير قليل من السائقين والضرب بالقانون عرض الحائط وممارسة ( السواقة ) على انها شطارة وتجاوز على الآخرين في غياب رقابة شرطية أو إلكترونية فاعلة .
وأكثر ما يغيظ السائقين المتوجيهن الى اعمالهم ومصالحهم حالة حاولت وصفها فلم افلح حتى وصفها المهندس الدرادكه ببراعة وهي -اقتباس _( وفي آفة التجاوز غير المشروع وعدم احترام الصفوف الطويلة من السيارات ، يقف العشرات وربما المئات بصبر بينما يخرج أحدهم أو مجموعة من السيارات أو حافلات الاجرة من صفهم فيتجاوزون الجميع وكأن على رأسهم ريشة تخولهم أن يضربوا عرض الحائط الاخلاق والقيم التي تربينا عليها ، فمثل هذه الممارسات لا تنم عن ذكاء ولا شطارة بل هي قمة الهمجية التي تعكس أزمة عميقة في ثقافة احترام القانون ) .
يا صديقي ولن أطيل الشرح المسألة كالتالي : اذا وضعنا أزمة الاخلاق المستفحلة وأزمة ضعف الرقابة الشرطية والالكترونية في الخلاط الكهربائي فان الناتج كوكتيل أزمة سير .. هذا تشخيص بسيط .
أزمة الاخلاق لا تعالج بالنصائح وإنما بالعصا والكرباج فوالله من شدة غيظنا من سلوك بعض السائقين نتمنى لو يجلد الشرطي ذلك السائق عشر جلدات في عين المكان لنصفق له بحرارة .
واذا كنت ياصديقي تريد معالجة أزمة الاخلاق في التربية منذ الصغر فستحتاج الى غياب جيل كامل لحل المشكلة ،، التربية منذ الصغر نعم ولكن بالإضافة الى عصا القانون لمن عصى وهو بالغ عاقل .
اخيرا يا ادارة السير بالله عليكو تحلو مشكلة باصات ( الكوستر ) التي لم يسمع سائقوها بقانون للسير ، وسائق التاكسي الذي يتجول ولا يرفع يده عن ( الزامور ) باحثا عن راكب .
والى صديقي الاعلامي والكاتب حسن سعيد صفيره في الزرقاء اقول إياك ان تكتب في أزمة السير مثلي ...








