أمجد العضايلة… دبلوماسي بحجم الوطن
بقلم المحامي علي عوني الر حوب
كاتب ومستشار قانوني
ليست كل اللقاءات الشخصية متشابهة؛ بعضها يمرّ عابرًا كما هو معتاد، وبعضها الآخر يترك أثرًا وانطباعًا لا يُنسى.
زيارتي الودية الأخيرة إلى سفارة مملكتنا الحبيبة في القاهرة ولقائي مع معالي السفير أمجد العضايلة كانت من النوع الثاني؛ لقاء جمع بين الحفاوة الصادقة والبساطة الإنسانية، وأظهر الوجه الحقيقي للدبلوماسية الأردنية القائمة على الاحترام والانفتاح والعمل الجاد لخدمة الوطن والمواطن.
منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أنني أمام شخصية استثنائية تمزج بين الحزم المهني والتواضع الشخصي. استقبالي من قبل معالي السفير العضايلة لم يكن مجاملة عابرة، بل كان تعبيرًا عن نهج أصيل في التعامل مع كل زائر أو مواطن، يعكس صورة الأردن كدولة ذات رسالة إنسانية قبل أن تكون سياسية.
كان اللقاء فرصة للحديث عن العلاقات التاريخية بين الأردن ومصر، وعن التعاون المثمر بين البلدين في ملفات عدة، وهو تعاون يتنامى بفضل جهود دبلوماسية واعية يقودها رجل فذ مثل أمجد العضايلة.
لا شك أنّ سيرة معالي السفير العضايلة حافلة بالخبرة والمسؤوليات.
فقد تقلّد مناصب رفيعة في الإعلام والدبلوماسية، وشارك في صياغة صورة الأردن في الخارج، مدافعًا عن مصالحه ومبرزًا دوره المحوري في القضايا العربية والإقليمية.
ومنذ أن تولى مهامه سفيرًا للمملكة في مصر، أضاف إلى هذا الرصيد سلسلة من الإنجازات التي ساهمت في رفع مستوى التنسيق بين عمان والقاهرة، سواء عبر اللقاءات الرسمية أو عبر بناء جسور تواصل حقيقية مع المجتمع المدني والجالية الأردنية.
لكن ما يميز معالي أمجد العضايلة ليس المنصب وحده، بل شخصيته التي تجمع بين الدماثة والصرامة المهنية، وبين الحكمة والانفتاح على الآخرين.
فهو، رغم مكانته الرسمية، يلتقي الناس بروح أخوية، يستمع بإنصات، ويجيب بوضوح، ويحرص على أن يشعر كل أردني يزور السفارة أو يقيم في مصر أن له ظهرًا وسندًا.
هذه الصفات الإنسانية تضيف
إلى دوره الدبلوماسي بعدًا إنسانيًا يجعله قريبًا من الناس، ومؤثرًا في محيطه.
إنّ انطباعي بعد هذه الزيارة أن العلاقات الأردنية – المصرية لا تزدهر فقط بفضل قرارات رسمية أو لقاءات على مستوى القادة، وإنما أيضًا بفضل دبلوماسيين محترفين يؤمنون برسالة الدولة ويعملون على تجسيدها عمليًا على الأرض.
أمجد العضايلة نموذج حيّ لهذا الدور؛ فهو ليس مجرد سفير يؤدي مهامه التقليدية، بل صانع جسور ومسهّل علاقات، يضع نصب عينيه دوماً أن الأردن ومصر تجمعهما روابط تاريخية وثقافية وإنسانية تستحق أن تُصان وأن تُنمّى باستمرار.
وفي زمن تتعاظم فيه التحديات أمام العمل الدبلوماسي العربي، يبرز العضايلة مثالاً على أن الدبلوماسية ليست مجرد بيانات وتصريحات، بل عمل دؤوب وحضور فعّال ومثابرة على خدمة المصلحة الوطنية بأدوات العصر: الانفتاح، الحوار، بناء الشراكات، وإعلاء قيمة الإنسان.
من هنا، أرى أنّ تجربتي الشخصية الودية مع معالي السفير أمجد العضايلة لم تكن مجرد زيارة مجاملة، بل تجربة تؤكد أن وراء الإنجازات الرسمية رجالًا يعملون بصمت وإخلاص، وأن صورة الأردن في الخارج إنما تُرسم بأيدٍ نظيفة وعقول منفتحة وقلوب محبة لوطنها.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أُعرب عن بالغ تقديري وشكري لكل أفراد طاقم السفارة الأردنية في القاهرة على جهودهم الكبيرة، وحسن استقبالهم، وتعاونهم الدائم مع أبناء الجالية الأردنية وزوار السفارة، فهم شركاء في هذا النهج الراقي الذي يترجمه معالي السفير العضايلة على أرض الواقع، ويجعل من سفارتنا بيتًا دافئًا لكل أردني في مصر.
حمى الله الأردن قيادة وشعبا من كل مكروه وسوء








