العلاقات الأردنية–المغربية: رعاية سامية وتعاون استراتيجي متجدد
كتب عوني الرجوب
باحث ومحلل سياسي
امين عام حزب الأنصار الأردني
تمثل العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية نموذجًا مميزًا للتعاون العربي الأخوي، الذي يستند إلى أسس راسخة من الاحترام المتبادل والتنسيق السياسي، ويعكس رؤى قيادتي البلدين، صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظهما الله. فالعلاقات بين عمّان والرباط ليست مجرد شراكة دبلوماسية، بل هي امتداد طبيعي للتاريخ المشترك والروابط الثقافية والاجتماعية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وتستند إلى قيم التضامن العربي والإسلامي.
لقد تجلت الرعاية السامية التي تحظى بها هذه العلاقات في توجيهات قيادتي البلدين لتعزيز التنسيق على الصعد السياسية، الاقتصادية، والثقافية، بما يضمن تحقيق مصالح الأمة العربية المشتركة، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. ويعكس هذا الحرص اهتمامًا خاصًا بالقضايا المركزية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومدينة القدس الشريف، حيث يشترك البلدان في موقف موحد داعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومناهض لكل أشكال الاحتلال والعدوان، مع تعزيز الجهود الدبلوماسية المشتركة على الساحة الدولية.
على الصعيد الثنائي، شهدت السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا في مجالات التعاون العملي بين الأردن والمغرب. فقد أصبحت العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية أكثر ديناميكية، مع تبادل الخبرات في مجالات الصناعة، السياحة، التعليم، والثقافة، إضافة إلى تبادل الوفود الرسمية والخبراء بين البلدين. ومن أبرز المبادرات الحديثة إعادة تشغيل الخط الجوي المباشر بين عمان والرباط اعتبارًا من 16 أكتوبر المقبل، وهو ما يُتوقع أن يعزز حركة السياحة والتبادل التجاري والثقافي. كما تم برمجة عدة زيارات واجتماعات ثنائية قبل نهاية العام، لتعطي زخمًا مهمًا للتعاون العملي بين المؤسسات الرسمية في عمّان والرباط، وترسيخ الشراكات الاستراتيجية بين البلدين.
وفي هذا الإطار، يبرز الدور الفاعل لكل من سعادة الاستاذ فؤاد اخريف السفير المغربي في الأردن، الذي يعمل على تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والاقتصادية وتسهيل المبادرات الاستثمارية، ومعالي السفيرة الأردنية في المغرب جمانة غنيمات، التي تسهم بدور محوري في تعزيز الروابط الأردنية–المغربية، وترسيخ التنسيق بين المؤسسات الرسمية وتطوير برامج التعاون الثنائي بما يعكس توجيهات القيادتين ويترجمها إلى خطوات عملية قابلة للقياس.
تستند العلاقات الأردنية–المغربية إلى قاعدة استراتيجية من الثقة المتبادلة والاحترام المتواصل، وهي علاقات تتجاوز مجرد المصالح المادية لتصل إلى التعاون السياسي والأمني والثقافي، بما يخدم مصالح الأمة العربية والإسلامية. وبفضل الرعاية السامية والجهود الدبلوماسية المستمرة من القيادتين، ومن خلال العمل الدؤوب للسفراء، أصبحت هذه العلاقات نموذجًا يُحتذى به في مجال الدبلوماسية العربية، ومصدر قوة لاستقرار المنطقة وتعزيز صوت الدولتين في المحافل الدولية.
إن المستقبل يحمل مزيدًا من فرص التعاون المتنوع بين الأردن والمغرب، ليس فقط على الصعيد الثنائي، بل على المستوى الإقليمي والدولي، إذ ستستمر القيادة الحكيمة للبلدين في دعم المبادرات التي تصب في مصلحة شعوب المنطقة، وترسخ مبدأ التضامن العربي، وتفتح آفاقًا جديدة للتكامل والتعاون الاستراتيجي بين عمّان والرباط، بما يضمن تحقيق المزيد من الإنجازات العملية وتعزيز الشراكة الأخوية بين البلدين








