امل خضر تكتب سيدي صاحب الجلالة
بداية اعتذر سيدي صاحب الجلالة ولكن اسمح لي أن أخبرك ياسيدي بأن البعض من اصحاب المعالي والسعادة رسائلك والتي يجب أن تكون مرجعهم منذ تولى المناصب على اختلاف درجاتها ومسمياتها دليلهم في العمل والتميز والعطاء وأن ماتلك الكراسي و المناصب الا تكليف وأمانه ومسؤولية ... لا توريث وتحقيق امانيهم وغاياتهم الشخصية. ما نسمعه ومايصدر من تصريحات في الاونه الأخيرة من اصحاب المعالي والسعادة كصاعقة عصفت بنا... في ظل غياب المصلحة العامة وغياب مسؤولية ما يتم تصريحه . أعود لرسالة جلالتك والتي صاحبها عزم وإصرار من جلالتكم أن الشعب وخدمة الوطن هي اوليتكم وأن هذه المناصب تكليف لا تشريف وبمعنى اخر الا مش قد ها المسؤولية يروح . نعتذر منك سيدي ولكن لن أكون ظالمة ولكن الكثير يرى فيه (الكرسي ) الابدي ومصباح علاء الدين لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم ومن يعنون لهم ضاربين بعرض الحائط المصلحة العامة ومصلحة الشعب والوطن والأبواب التي لا زالت مغلقه في وجه من لا يروق لهم وكل ضعيف لا يملك الواسطة والجاه . سيدي هذه ليست مهاترات أو افتراءات بل حقائق وواقع نعيشه. نعم يا سيدي لست حاقدة بل موجوعه من كراسي تحكمت بحياتنا وقتلت احلامنا نعم
لكل إنسان طموح ان يسعى لما يحب ويتمنى؛
وان يتسابق لنيل المنى وتحقيق الأمل أمرٌ مشروع بين سائر البشر مادام يجري وفق شروطٍ عادلة من المنافسة الشريفة، غير أن مالا يُحمد أبداً تلك الطرق الملتوية التي يسلكها البعض لتحقيق رغباته وطموحاته، زاجين بأنفسهم في سباقٍ محموم للوصول إلى كرسي وظيفةٍ مرموقة، أو منصبٍ مسؤول.
إن المنصب أو الوظيفة أو العمل الذي يتبوأه الإنسان هو تكليف له بأمرٍ ينبغي أن يقوم به على أكمل وجه، إنه مسؤولية يضّطلع بها تجاه مجتمعه. ولم يكن المنصب في حقيقة الأمر تكريماً وتشريفاً وامتيازاً لأحدٍ أبداً، طبعاً هذا الكلام مؤكدٌ في سماء الناس بل أن يقوم بواجبه
ولا شك أن ارتفاع الإنسان من درجةٍ وظيفيةٍ إلى درجةٍ أعلى وأكبر مسؤولية يُعطي مؤشراً على قدرة الـمُكَلَّف بذلك المنصب غير أنه لا يُعطيه الحق بالتقاعس والتكبر وعدم القيام بالعمل، ولا يُعطيه الحق باستغلال منصبه كوسيلةٍ للكسب غير المشروع أو لتمرير أمور ما كانت لتمر لولا وجوده في ذلك المنصب، رسالة صاحب الجلالة كانت واضحة
وإن المنصب ليس تاجاً يضعه المسؤول على رأسه وليس عرشاً يعتلي عليه ليأمر وينهى؛ بل هو خدمة، إنه لقضاء حوائج الناس وليخدم المجتمع الذي وضعه في ذلك المنصب. وكذلك انتخاب الناس لشخصٍ ما يُعتبر ثقةً منهم بهذا الشخص لتحقيق متطلباتهم المُحِقة وهذا بحدِّ ذاته يمنحه قيمةً عظيمة غير أن ما يُرقيه ويجعله في مصاف العظماء هو قيامه بواجبه على الوجه الأمثل. وتاريخ الأمة العربية والإسلامية مليء بشخصيات قاموا بواجبهم على أكمل وجه فكانوا أكبر من مناصبهم واستحقوا بذلك الخلود في تاريخنا والأجر العظيم عند ربنا.
فطوبى لمن قُدِّرَ على يديه خيراً ، وويل لمن قُدِّرَ على يديه شراً
كن طموحاً لأي رتّبةٍ شئت؛ على أن تعلم أنها تكليفا وليست تشريفاً. فالمنصب ماضٍ، والرتبة ماضية، والجاهُ ماضٍ، جميعهم إلى زوال، وما أبعد الماضي مهما كان قريباً، وما أقرب الآتي مهما كان بعيداً، كل شيء سيمضي؛ وسيبقى عملك لصيقاً بك، شاهداً عليك، فاعمل لما هو آت؛ واحذر الزلات، افعل الخير من موقعك الذي أنت فيه، ولا تنتظر تكريماً من آدمي، فالخالق العظيم هو الذي سيُكرمك في الدارين، وسيُفشي بين الناس ذكرك الحسن؛ حفظك الله ياسيدي وسنبقى بخير طالما انت سيدنا وتاج راسنا الله يطول بعمرك سيدي ابو حسين








