ماذا تظنون أني فاعل بكم؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

بقلم: عوني الرجوب
باحث ومحلل سياسي

غزة تتحدث… غزة التي نزفت وما زالت تنزف، تقول لأمتها العربية والإسلامية: ماذا تظنون أني فاعل بكم حتى تتركوني أصارع الظالمين وحدي؟

أنا غزة، لستُ مدينةً عابرة ولا جغرافيا محاصرة. 
أنا عنوان كرامتكم، وامتحان وحدتكم، ومقياس صدقكم. صمدتُ في وجه الحصار، وقاتلتُ في وجه الدمار، وعلّمتُ العالم أن الحرية تُنتزع ولا تُمنح.

لكنّي أتألم، ليس من قوة عدوي فقط، بل من صمت إخوتي. 
لماذا تُركتُ وحيدة؟ لماذا تُحسب عليّ المعارك وأنا أحميكم جميعًا؟ هل دمي رخيص إلى هذا الحد؟

أيها العرب، أيها المسلمون… خطط الغرب، وصفقات ترامب، وكل المؤامرات لم تُرسم إلا لتجزئتي وتفكيككم. 
إن تركتم غزة وحدها اليوم، ستجدون أنفسكم غدًا في ذات المأساة.

أنا غزة… لم أسأل يومًا صدقة، بل سألت موقفًا. 
لم أطلب شفقة، بل طلبت كرامة. ولم أبحث عن بيانات، بل عن فعلٍ يليق بتاريخكم وأمتكم.

يا أهل المسؤولية: غزة ليست عبئًا، ولا مجرد قضية سياسية تُناقش على الطاولات. غزة هي اختباركم للوفاء والكرامة، وهي مرآة لصدقكم أمام شعوبكم. 
إن لم تقفوا معها اليوم، فإن التاريخ لن يرحم الصمت أو التخاذل، وستبقى دماؤها على أيديكم.

أيها العرب والمسلمون: الدعم ليس خيارًا، بل واجب أخلاقي وتاريخي. فلنقف مع غزة قبل أن تُصبح وحدها في مواجهة الظالمين، قبل أن تضيع القيم والمبادئ التي تدعون الدفاع عنها. 
فالأمة التي تتجاهل كرامة أحد أبنائها لن تبقى آمنة في مستقبلها.

غزة اليوم تقول لكم: ماذا تظنون أني فاعل بكم؟
وأمام هذه الصرخة، لا جواب يليق إلا الفعل الصادق

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences