دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة.. صوت العقل ورمز الوطنية

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

   بقلم: عوني الرجوب

  باحث ومحلل سياسي

في زمنٍ تتراجع فيه القامات الصادقة، يظلّ دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة واحداً من رجالات الأردن الذين لم يبدّلوا وجههم ولا مواقفهم. أينما حلّ، تجد حديثه صريحاً لا يعرف التزييف، ونقاشه عميقاً يلامس جوهر القضايا الوطنية، ورؤيته تقوم على الانتماء الصادق للأرض والإنسان.

في جولاته الميدانية وندواته الحوارية، يثبت أنّ العمل السياسي ليس شعارات جوفاء، بل رسالة ومسؤولية تجاه الوطن. فهو الأردني الحر الذي يعبّر بجرأة عن لسان كل مواطن شريف، ويذكّر الأجيال بأنّ الوطنية ليست كلمات منمّقة بل سلوك راسخ وموقف ثابت.

لقد شكّل الروابدة على امتداد مسيرته السياسية والفكرية مدرسةً في الاعتدال والجرأة في آنٍ واحد، مدرسةً تعلّم أن الخلاف لا يُفسد للودّ قضية، وأن خدمة الوطن تقتضي الصراحة مع النفس قبل أن تكون مع الناس. 

ولعلّ أهم ما يميّزه هو أنّه بقي على الدوام وفيّاً لمبادئه، قريباً من أبناء شعبه، غير عابئ بالمناصب بقدر ما يهتم بترك الأثر الصالح.

إن الحديث عن عبد الرؤوف الروابدة هو حديث عن رجل دولةٍ مثقف، وقامة سياسية وفكرية تحمل في طياتها تجربة عميقة ووفاءً نادراً. 

ومثل هؤلاء الرجال، يكتبون أسماءهم بأحرفٍ من نور في سجلّ الوطن، لا بالوعود، بل بالفعل والقدوة.

 

مدرسة في القيادة والتجربة

لقد كان الروابدة طوال مسيرته شاهداً على محطاتٍ صعبة مرّ بها الوطن، فكان صوته عالياً في الحق، وعقله متوازناً في الأزمات، ولسانه صادقاً في التعبير عن نبض الناس. 

لم يكن يوماً أسير موقعٍ أو منصب، بل كان أسير محبته للأردن وإيمانه بأن الكرامة الوطنية فوق كل اعتبار.

يمتاز بأسلوبه القوي في الطرح، فهو يجمع بين التاريخ والسياسة والفكر بلغة واضحة لا تعرف المواربة، يستحضر الماضي ليستخلص منه العبر، ويقرأ الحاضر بعين الناقد الحكيم، ويطلّ على المستقبل بتطلعات من يريد للأردن أن يبقى عزيزاً مرفوع الرأس. 

ومن هنا، جاءت ندواته وجولاته الأخيرة لتجدد ثقة الأردنيين بأن في بلدهم رجالاً يحملون الأمانة ويعبرون عن وجدانهم بلا خوف أو حسابات ضيقة.

 

رجل قريب من الناس

ليس سرّاً أن الروابدة كان وما زال قريباً من الشارع الأردني، يلتقي الناس، يجلس بينهم، يستمع لهم، ويتحدث بلغتهم. لم ينقطع عن شعبه بعد أن غادر المواقع الرسمية، بل زاد التصاقه بهم، وهذا ما جعل صوته أكثر صدقاً وحضوره أكثر تأثيراً.

إنه رجل يعلّم الأجيال أن الوطنية لا ترتبط بالكرسي، وأن العطاء لا يتوقف بانتهاء المسؤولية الرسمية، بل يبدأ حين يتحرر الإنسان من حسابات الموقع إلى رحابة الانتماء الصادق.

 

اليوم، ونحن نستمع إلى دولة ابا عصام في ندواته، نقرأ بين كلماته دروساً في الوطنية والشجاعة والصدق. 

نراه قامة أردنية شامخة، لا تجامل على حساب الوطن، ولا تهادن على حساب الكرامة، رجلٌ يعبّر عن لسان كل أردني حر شريف.

وسيظلّ ابا عصام ، ما دام على هذه الأرض، صوتاً للعقل والحكمة، ورمزاً للنقاء السياسي في زمنٍ تعبت فيه النفوس من التلون والتزييف.

.

 دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، تُرفع له القبعات 

إجلالاً واحتراماً، للبلدوزر السياسي الذي حوّل الصعاب إلى مسارٍ ممهد، وجرف كل العقبات في سبيل خدمة الوطن، وجعل من التحديات فرصاً لإنجازاته الوطنية والسياسية

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences