فقدان البوصله ..... ليس ظرفاً بل نتاج نهج سياسي .…

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

في الدستور المكتوب وغير المكتوب يمنع نشوء المركزيه ويمر إنتاجية القرار في بيت القرار _الدوله والشعب رمزا لهذه السلطه والسياده وهي مسار الصعود بأفق سياسي ممكن وهي التي تجعل كل مواطن واعيا بمواطنيته . 

أما السلطة الرمزيه التي تقوم على إتقان فن الخطابه والبلاغه تصبح بلا مركزيه سلطويه لأنها تأخذنا الى المرحله الناقصه بخطف الإراده وسلب الوحده والقرار لتصبح مشكلتها الراكب المجاني فلا أحد يملك حق التضامن والإلتفاف لأن نهجها لا يفرخ سوى هيمنه سلطويه لاتقوم على الشرعية ولا على المؤسسات ولا تقوى على مخاطبة هموم الأجيال القادمه.

 

إنعدام الأمان الوجودي

كأستجابة لتعقيد العالم وعدم ضماناته الفعليه على المدى البعيد والقريب لكن التبرم من الحلول وتجاهل التدريجيه منها وإنقسام سلطة السرد على تقاسمها يجعل وعينا بالمعركة ليس لنا ولا لإجلنا لأن الصراع صراع لا واعي وسيجعل سعينا بلا أي تحصيل كذلك التنكر لدعوات الدعم ووضع شروط مسبقه للإنضمام لهذه الدعوات هي ليست وسيله لصقل مفهوم التحرر والإمكان لكننا لازلنا نمتلك حريه الإرادة، ليس تنازلاً منا بل تذكيراً بالغياب والعدم الذي يلاحق الإنسان وكسابقة تاريخية للنجاة من حروب كادت أن تمحوه وضمان للمستقبل الآمن، فلإنسان بحد ذاته هو نقطة الإنطلاق لإي مشروع كان وهو وحده المكسب حين لا يتبقى خياراً سوى حق الوجود وحق الانسانيه، هذا ليس خروجاً عن مشروع تحرري بل إمتداد له وخطة وجوديه فالمسؤولية ليست خياراً، ومالم نواجه الحقائق السياسية بصدق ومالم يكن لدينا فهم قوي لشروط السلام الأساسية يتبعه مقابلتنا بإزدراء لها فهماً أم جهلاً بها فحتماً سيكون عملاً مدمراً وحالماً، وعند إستهلاك معاناتنا عبر المقطع والشاشه بإستنفار الإعلاميين والساسة يُنظر اليه على أنه إعلام ملحمي بوهج إعلام المقاومه والكرامه بإستخدام الصور البصريه لمعاناتنا وتوظيف المؤثرين والمحترفين لعملية التلقين المشترك، عندها تتحول معاناتنا لساحة للعبث الوجودي والتلاعب بكرامة البشر، ظناً لهم أنها وسائل بديلية عن الواجب الوطني والأخلاقي، لكن الإرادة التي لا يمتزج فيها السياسة مع الوطنية والأخلاقية ستتبلد فيها التفاعلات الإيجابيه وستنتج إختلالا في إدارة الغضب و الإنفجار، عندها تتبلد المسافات بين مانريد وما نستطيع، فيصبح ما نستطيع  شيئاً من الطوباويه. 

جوهر حقوق الإنسان 

أما على شرف المواقف والفعل التي مرت بمؤتمرات دوليه كبرى وكفرصه أخرى وأخيره وإلحاحاً للتمسك والرباط فنحن نُقدم للعالم وثيقة تحدي وجودنا ونطرح أمامه وثيقة تضع الإنسان مركزها ومحورها، وأي وثيقة لم يكن جوهرها حقوق الإنسان ستكون وثيقة متنكره ومتعالية لا تؤمن بأن البشر ومعاناتهم هي من يكتبون القانون الدولي وحقوق الإنسان وأن القادة السياسيين لا يمكنهم إلغاؤها تعسفياً وازدواجياً، ومن سيشيرون الى السياسه والحدود وإختيارهم للدلالات الإعتباطيه والبطولات بخوض الحروب فهذه لن تجلب سوى نكبات للبشر سيكون البطل الحقيقي فيها هو الضحيه، نحن نكتب كتب التاريخ والقانون لنُعلم الجميع أنه لا خيار لنا سوى أن نَبتدع معاني الوجود والحياة فوق متلازمة الآلام قفزه لحجز حيزاً في المكان ورسالة للإجيال القادمة دون أن ينسوا إساءات من أساءوا .

الأمن والإستقرار مقابل طمس العرق

بذلت إسرائيل جهودًا حثيثة في إثبات أن الفلسطيني لا يندرج تحت قائمة حقوق الإنسان بدعوى أنه بلا جنسية ولا وطن وتسقط حقوق الانسان حين يتعلق الأمر بهيمنة قوى تعتبر الحرب قاعدتها والسلام استثناءاً، وتنقب عن موارد لها بالنهب، وتبحث عن اقتصادها بسرقة الأموال، وتعتبر توسيع مساحتها بالضم والاستيلاء، وتزيد خزينتها بأموال الحجوزات، وتبني مدنها بالتهجير واجبار أصحاب الأرض على الفرار منها، وتعتبر الحاجة البيولوجيه للإنسان أداة ضغط في الفعل السياسي وحصد النتائج لصالح وجودها وازدهارها الذي تستثني تقاطعه مع السلام والأمن والإستقرار فالبحث عن الحروب تعتبره غاية لأمنها وإستقرارها المعبد بحروب الإبادة والقتل الجماعي والتطهير للإعراق وأشدها العرق الفلسطيني الذي تحاول تجريده حق الوجود وحق الانسانية، بعض الأشياء عصية على التحريف هناك حقائق جلية لا يمكن تحريفها أو طمسها، بدا الأمر كله حقيقياً، لكنه لم يكن حقيقياً أبداً.

كاتبة من فلسطين 

غصون غانم 

٥ أكتوبر ٢٠٢٥

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences