العبيدات والأسرة والمجتمع في الميزان بحادثة الجامعة الأردنية ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

حسن صفيره

بعد حادثة العنف الطلابي التي حصلت في ام الجامعات الأردنية قرأت العديد من المقالات ومنها من يضع اللوم على إدارة الجامعة لعدم وجود إجراءات رادعة في السابق لمثل هذه الحوادث ومن التحليلات ذهبت لتحميل المسؤولية للمدرسة وآخرين للأسرة ونفر كبير صب قراءاته للخلل بالمجتمع والمنظومة البيئية الحاضنة وكل ماذكر من الممكن ان يكون صحيح ولكن يجب ان يتم الحكم فيها بنسب متفاوتة .

وعودة إلى إدارة الجامعة والتي يترأسها الدكتور نذير عبيدات لدورة ثانية بوجهة نظرنا فان مدونات السلوك الطلابي وسلالم العقوبات الرادعة لأي تصرف خارج عن النص فهي موجودة ومقرة ومعمول بها ولعل صرامة العبيدات أتت أوكلها على مر السنوات السابقة ولم يتوانى رئيس الجامعة في تطبيق النظم الداخلية الرادعة رغم الكثير من الضغوطات التي نعرفها جميعا وكانت تمارس من قبل نواب ووجهاء وشيوخ عشائر حيث لم يرضخ لأي كان ففي سبيل الحفاظ على مقدرات الجامعة وسلامة طلابها .

رئيس الجامعة الذي اعرفه عن قرب لا يهادن ولا يعرف الوجل طريقا له بصرامته ورباطة جأشه وحسن ادارته مما وضع هذه الجامعة في صدارة الجامعات العالمية وليس المحلية فقط بل واعاد لهذا الصرح الأكاديمي هيبته ووقاره وهو الآن ماضي باتجاه معالجة هذا التجاوز الطاريء والغريب على مجتمعنا الجامعي خصوصا في أيقونة الجامعات الأردنية التي تفاخر بها الدنيا وبخريجيها من أبنائنا الطلبة .

الجامعة الأردنية كما هو معروف لا ينتظم بدارستها اي كان ولا يقبل فيها أصحاب المعدلات المتدنية وهذا يعطي مؤشر هام بان طلابها من الفئة المقبلة على التعلم برغبات جامحة وفكر وعقل متزن ولكن ما حصل في الحادثة من قبل (نفر) احتكم للعصبية والجاهلية ولغة الغاب وهذا مرده للبيئة المنزلية التي تحكمت بعقليته وتصرفاته وانعكست افعاله على زملائه الآخرين ومن هنا نقول للآباء والأمهات لتكن تربيتنا قبل تعليمنا لأبنائنا بالنهج السليم والقويم ويجب علينا ايضاً ان نؤسس هذا الأجيال على الأخلاق والفضيلة والدين قبل ان نرسلهم للجامعات والمعاهد ويكون ذلك من نعومة أظافرهم (فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر) .

ختاما ندعو القائمين على هذه الجامعة الغالية و على كل اردني حُر بمعالجة هذا الحادثة التي نعتبرها زوبعة في فنجان بالطرق السليمة والحكيمة بعيدا عن الواسطات والمحسوبيات وإيقاع العقوبات الرادعة والمؤسسة لجيل قادم بعيد كل البعد عن الفكر الأجرامي والتخريبي فهذه الجامعة بمقدراتها ملكنا جميعا ويجب ان نحافظ على أركانها وسمعتها وتاريخها وكلنا ثقة بالدكتور نذير عبيدات وبقراراته المجردة وحكمته الثاقبة بعيدا عن العواطف المحدثة للاختلالات وتصنع الفوضى التي هي عكس النظام.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences