بعد خروجه من السجن.. سهيلي يطمح لتحطيم الأرقام القياسية
قال متسابق فرنسي قضى 50 يوماً في الحجز بروسيا إنه يسعى لتحطيم رقم قياسي جديد، بعد أن تحطمت آماله في تحقيق أسرع رحلة بالدراجة من البرتغال إلى المحيط الهادي عندما عبر الحدود الصينية الروسية عبر غابة كثيفة.
أطلق سراح سفيان سهيلي، الذي يصف نفسه بأنه "متسابق بقدرة فائقة ومغامر بالدراجة"، في أقصى الشرق الروسي في 23 أكتوبر (تشرين الأول) بعد اعترافه بعبور الحدود بشكل غير قانوني. وعاد إلى باريس يوم الأحد عبر آسيا.
وبعد أن قطع مسافة 18000 كيلومتر (11200 ميل) بالقرب من لشبونة، كان على وشك تحطيم الرقم القياسي العالمي لعبور أوراسيا بالدراجة، وكان يبعد فقط 200 كيلومتر عن فلاديفوستوك، حيث كان من المفترض أن تنتهي رحلته.
وعندما وصل إلى الحدود الروسية، اكتشف سهيلي (43 عاماً) أن تأشيرته الإلكترونية تسمح له بالعبور فقط بالقطار، الذي كان غادر بالفعل. ويوجد قطار واحد فقط يومياً.
وقال سهيلي: "كنت في مهمة لتحطيم رقم قياسي عالمي، ولو قررت الانتظار 24 ساعة أخرى لأستقل ذلك القطار، لكان من المستحيل تحطيم الرقم القياسي".
وقرر سهيلي عبور الحدود سيراً على الأقدام، وحمل دراجته عبر غابة كثيفة وتحت الأسلاك الشائكة متتبعاً الاتجاه شرقاً باستخدام نظام تحديد المواقع حتى عثر على خط سكة حديد.
وقال "تخليت نوعاً ما عن حلم تحطيم الرقم القياسي العالمي في مكان ما داخل تلك الغابة بعد عبوري الأسلاك الشائكة".
وأضاف: "لم يكن هناك طريق. كنت أمشي في المجاري المائية وأتسلق جذوع الأشجار المتساقطة وأخترق عشباً عالياً حاداً كالشفرة. كانت ساقاي مليئتين بالجروح".
ويحتفظ الألماني جوناس ديشمان، الذي قطع هذه الرحلة الطويلة في 64 يوماً وساعتين و26 دقيقة، بالرقم القياسي وفقاً لموسوعة جينيس للأرقام القياسية.
ومع حلول الظلام، شعر سهيلي بالإرهاق وسلم نفسه لمسؤولي الجمارك في روسيا. وفي البداية أخبرهم أنه لم يعبر الحدود عن قصد، لكنهم لم يصدقوا ذلك.
وضع سهيلي في مركز احتجاز قبل المحاكمة في مدينة أوسوريسك، على بعد نحو 100 كيلومتر شمال فلاديفوستوك. وكان من الممكن أن يواجه عقوبة تصل إلى عامين في سجن روسي.
وقال: "كان المبنى قديماً والكثير من الأشياء كانت متهالكة وكان في حالة سيئة جداً ورطباً نوعاً ما، تماماً كما تتخيل شكل سجن روسي. لذا لم يكن مكاناً لطيفاً، لكنه لم يكن عنيفاً أيضاً. كان مكاناً آمناً إلى حدٍ كبير".
ورغم أن السجناء الآخرين لم يكونوا عنيفين، قال إن الطعام كان بلا نكهة، عبارة عن عصيدة أو أرز ومعكرونة مطهوة أكثر من اللازم مع قطع صغيرة جداً من اللحم والحساء وكان يفتقر للبروتين وللخضروات الطازجة. وفقد سهيلي بعضاً من وزنه وأُصيب بعدوى في الأذن وسعال شديد.
وأقام في أربع زنازين مختلفة، أحياناً مع ما يصل إلى ثمانية سجناء في الزنزانة الواحدة.
وظهر في صور من المحكمة داخل القفص مرتدياً حذاء ركوب الدراجات، وقد خُلعت أربطته. وقال "كان هذا هو الحذاء الوحيد الذي أملكه".
وأضاف "سأواصل ركوب دراجتي، والمشاركة في سباقات التحمل، ومحاولة تحطيم الأرقام القياسية. ليس هذا الرقم، لكن أرقاماً أخرى بالتأكيد"








