وزير السياحة..
فارس الحباشنة
حركة تصحيح في السياحة الأردنية.
والوزير عماد حجازين يعمل بجد وهمة وشجاعة لإنقاذ القطاع السياحي، وإخراج السياحة الأردنية من عقد الروتين ورخاوة القرار، وتبلد الأفكار والتفكير، والحلقات والدوائر المغلقة والضيقة، وعقم التجديد في تسويق المنتج السياحي الأردني.
ليس من السهل امتداح وزير، والإشارة إلى الحكومة بكلمة خير في بلد تختنق به القطاعات من تبعات اقتصادية وتنموية، والبطالة والفقر، والفساد.. وقول شكرا، لمن يجتهد ويعمل ويثابر، ويحمل مشروعا واضحا لإنقاذ السياحة ووضع مؤسساتها الحكومية والأهلية على السكة والطريق السليم.
ديمومة وحماية الاقتصاد السياحي والترويج للمنتج السياحي الأردني، لربما هذا هو الشغل الشاغل لوزير السياحة.
انتعاش السياحة لا أعتبره مؤشرا اقتصاديا فحسب، بل شهادة على بلادنا، واستقرارنا السياسي، وحالة الاطمئنان والثقة، التي يشيعها النظام السياسي والجيش والأمن العام والأجهزة الأمنية.
أعرف أن وزير السياحة يتابع كل شاردة وواردة، ومن أول يوم دخل في التعديل الوزاري الأول على الحكومة، ينشط في جولات ميدانية وزيارات ولقاءات قطاعية ترمم وتعالج أزمات القطاع السياحي.
ترويج وإيصال المنتج السياحي إلى الناس ليس بالأمر السهل واليسير. وكما أن هناك ضرورة بالغة الأهمية تنمويا في تسويق عادل للمنتج السياحي الأردني مع مراعاة الجغرافيا، ودون حصر السياحة في الواجهات التقليدية: عمان، والعقبة، ووادي رم، والبتراء.
عمان تبتلع السياحة، وظالمة للسائح أيضا، فهي تصادر المحافظات القريبة والبعيدة من حولها. وللعاصمة سطوة، وقد تجاوز عدد سكانها خمسة ملايين نسمة بين لاجئ ومقيم ومهاجر ووافد، وعلى مختلف المسميات.
ولماذا لا نستغل ونفتح فرصا سياحية في مادبا وجرش، وهما الأقرب إلى عمان؟ ومادبا الواقعة على الخط المسيحي، حصتها من السياحة مهضومة ومصادرة، وفنادقها فارغة، رغم أن أغلب السياحة الأجنبية تقصد مادبا لزيارة الأماكن الدينية والأثرية والتاريخية المسيحية.
وفي الكرك، السياحة شبه معدومة، في مدينة تاريخية تحتضن قلعة الكرك وأضرحة الصحابة شهداء معركة مؤتة ووديان المياه والحمامات الساخنة «وادي بن حماد».
وينمو في المحافظات نوع لافت من سياحة الطعام التراثي، وفي مدن مشهورة تاريخيا بأنواع من الأكلات والأطعمة، من الجميد والمنسف الكركي، والرشوف البلقاوي، والمكمورة الربداوية، وغيرها. ونحن في بلد يتقن صناعة الجميد، ومستلزمات المنسف والرشوف، عندما يكون الاستثمار في الطعام رابحا في اقتصاد مكدوم.








