امل خضر تكتب... الملكة رانيا في قمة عالم الشباب 2025: مواجهة الكراهية تبدأ بالأمل والمسؤولية
في خطابٍ مؤثر ألقته صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله خلال القمة العالمية للشباب One Young World 2025 التي استضافتها مدينة ميونيخ الألمانية، وجّهت جلالة الملكة رانيا العبدالله رسالة إنسانية قوية إلى شباب العالم، دعتهم فيها إلى الوقوف في وجه الكراهية واللامبالاة، وإلى التمسك بالأمل كقوة قادرة على التغيير.
تحذير من أشكال الكراهية المعاصرة
أكدت جلالتها أن الكراهية اليوم لم تعد تُعبّر عن نفسها فقط في العنف الجسدي، بل تسلّلت إلى الخطاب العام بأشكال جديدة، تتخفّى أحياناً خلف شعارات “الوطنية” أو “الاعتزاز الثقافي” أو “حرية التعبير”.
وقالت الملكة رانيا إن أخطر ما في الكراهية هو أنها تبدأ بالكلمات، ثم تتحول إلى أفعال مأساوية، مشيرة إلى أن كل إبادة أو صراع دموي في التاريخ بدأ بخطاب يُجرّد الآخر من إنسانيته.
اللامبالاة.. رفيقة الكراهية الصامتة
وربطت جلالتها بين الكراهية ورفيقتها الخفية “اللامبالاة”، موضحة أن الصمت أمام الظلم يمنح الكراهية المساحة للنمو والتمدد.
وقالت إن اللامبالاة ليست موقفاً محايداً أو بريئاً، بل تواطؤ غير معلن يسمح للظلم بأن يتكرر “بخطوات صغيرة لا نكاد نلاحظها”.
الأمل شجاعة وليست تفاؤلاً
وشددت الملكة رانيا على أن الأمل ليس شعوراً عابراً أو تفاؤلاً ساذجاً، بل هو فعل شجاع وموقف مقاوم في وجه اليأس والظلم.
ودعت الشباب إلى التعبير والمشاركة والتمسك بالأمل، مؤكدة أن كل صوت صادق مهما بدا صغيراً قادر على إحداث فرق حقيقي.
وقالت جلالتها: “الأمل ليس انتظاراً لما سيأتي، بل تصميم على العمل رغم صعوبة الطريق.”
غزة شاهد على صمت العالم
استحضرت جلالتها المأساة الإنسانية في غزة كمثال مؤلم على نتائج الكراهية والسكوت عنها، مشيرة إلى أن التحذيرات من المجاعة والتهجير الجماعي كانت واضحة، لكن العالم لم يتحرك بالسرعة المطلوبة.
وأكدت أن إعادة الإعمار لن تكون ممكنة ما لم يتحقق العدل والكرامة للشعب الفلسطيني، معتبرة أن مأساة غزة ليست قضية محلية، بل اختبار عالمي للضمير الإنساني.
الشباب قادة التغيير العالمي
وختمت الملكة رانيا كلمتها برسالة أمل ومسؤولية إلى الشباب المشاركين في القمة، الذين يمثلون أكثر من 190 دولة، قائلة إنهم ليسوا “جيل المستقبل” فحسب، بل “قادة الحاضر”.
وحثتهم على خوض “المحادثات الصعبة” ومواجهة التحديات دون خوف، لأن التغيير الحقيقي – كما قالت – لا يولد من الراحة، بل من الجرأة على المواجهة








