الدكتورة بتول المحيسن تكتب .. في يوم العلم تاريخ من المجد ووحدة وطن لا تنكسر
في يوم العلم . تاريخ من المجد ووحدة وطن لا تنكسر
بقلم الدكتورة بتول المحيسن – رئيسة مركز الاميرة بسمة للدراسات الأردنية - جامعة اليرموك
في السادس عشر من نيسان من كل عام، يحتفل الأردنيون بـاليوم الوطني للعلم الأردني تحت شعار "علمنا عال"، في مناسبةوطنية تعكس مدى ارتباط الأردنيين بعلمهم الخفاق، الذي يشكلرمز السيادة والوحدة والهوية الوطنية، ويجسد تاريخ الدولةالأردنية الراسخ في الوجدان، منذ نشأتها في عام 1921 وحتىيومنا هذا.
يأتي هذا اليوم ليعزز قيم الانتماء والولاء لدى أبناء الوطن،خصوصا في نفوس الأجيال الناشئة، عبر غرس مشاعر الفخربالعلم الأردني الذي لا يمثل قطعة قماش وحسب، بل هو عنوانللسيادة الأردنية، وحامل لتاريخ من المجد والعطاء، في ظل قيادةهاشمية حكيمة وثابتة، أرست دعائم الدولة ومضت بها نحو التقدموالازدهار.
في هذه المناسبة الوطنية بامتياز، تتحول المدن والقرى الأردنية،في هذا اليوم، إلى لوحات وطنية نابضة بالحياة، حيث يرفرفالعلم الأردني على أسطح المنازل، وعلى المباني العامة والخاصة،وتزين به السيارات، وتحمله أيادي الأطفال والشباب في المدارسوالمعاهد والجامعات. وتصدح الأغاني الوطنية في كل مكان،مجسدة حب الوطن والانتماء لترابه، والولاء للقيادة الهاشميةالمظفرة.
في اليوم الوطني للعلم، يستذكر الأردنيون مسيرة الدولة الأردنية،التي سطرها ملوك بني هاشم وأبناء الوطن الأوفياء، جيلا بعدجيل، فمنذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول وحتى عهد جلالةالملك عبد الله الثاني ابن الحسين، سطر الأردن قصة نجاح فيمختلف القطاعات وأهمها ( الصحة، التعليم، الاقتصاد، الثقافة،الإعلام، والبنية التحتية) ، مما جعله مثالا يحتذى به في المنطقةوالعالم.
اليوم الوطني للعلم هو تذكير بأن الوطن ليس فقط حدوداجغرافية، بل هو روح وعقيدة وملاذ، وهو الأم والأب والخيمة التينستظل بها. الانتماء الحقيقي يتجلى في العمل الجاد والمساهمةفي بناء وطن قوي مزدهر، من خلال حماية موارده، وممتلكاته،ومؤسساته، والحفاظ على بيئته، وأمنه، واستقراره.
إن رفع العلم يجب أن يقابله رفع الوعي والمسؤولية تجاه الوطن،عبر تعزيز القيم الإيجابية، ومحاربة السلبية والفساد والإشاعاتوالتضليل الإعلامي. ففي هذا اليوم، نحن مطالبون بأن نكون يداواحدة، وقلبا واحدا، نصون وطننا، وندافع عنه بصلابة وعزم أمامكل من يحاول المساس به، من الداخل أو الخارج.
في يوم الوطن، تتوحد القلوب على حب الأردن، وتنبض الأرواحوفاءً لترابه، ونمضي جميعا خلف القيادة الهاشمية الحكيمة،مؤمنين بأن المستقبل سيبقى مشرقا ما دمنا على العهد باقين، واليوم كذلك الامر فرصة حقيقية نجدد البيعة لقائد الوطن، جلالةالملك عبدالله الثاني ابن الحسين، سائلين الله أن يحفظه سندالهذا الوطن الغالي، وأن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار.








