لطمات ما بعد ضرب" فوردو " ..!!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

   رجا طلب 
اعتقد ان اللحظة التى شاهد فيها نتنياهو الطائرة الاميركية " بي 2 " تقصف مفاعل فوردو في مدينة قم الايرانية ،  وقيل له من البيت الابيض والاستخبارات الاميركية ان المفاعل تم تدميره تدميرا شاملا ، احتسى كاسا من " الخمر" الفاخر الذي اعتاد ان يُقدم له كهدايا من داخل " اسرائيل " او من  خارجها  ، وحبس انفاسه ليقوم بالاتصال بالرئيس ترامب وليقول له شكرا فخامة الرئيس لقد انتصرنا .
" الزهو"  الذي عاشه نتنياهو كان اقرب لخداع الذات ، بعد ان اخذت الحقائق المتعلقة بالضربة تخرج للعلن واولها ان " فوردو " لم يتم تدميره كما اشيع ، وان اليورانيوم المخصب والبالغ وزنه 420 كيلو  الذي كان فيه ، لم يصب باذي وتم نقله الى مكان امن ، وذلك وفقا  لتقرير شبكة  (سي ان ان ) الاميركية المستند  لتقرير  استخباراتي وصف بالدقيق  والذي اشار الى ان يورانيوم " فوردو " لم يصب باذي ونقل لمكان اخر ،  لقد نزل  الخبر على مسامع الرئيس ترامب تماما كالقنبلة (  تقرير الصحافية  ناتاشا برتراند ) وكان رد فعل ترامب قد ظهر بوضوح خلال اجابته  على  سؤال وجه له حول  مصداقية هذا التقرير فكان جوابه  (  مثل هذه المراسلة تستحق ان تطرد مثل الكلبة ) ، وعلاوة عن ان مثل هذه العبارة لا تليق برئيس للولايات المتحدة  من حيث المبدا ، ولم يسبق لرئيس اميركي ان تفوه بها او اقل منها حيال صحافي او مراسل  كان في موقع تضاد مهني مع الادارة ، الا  ان  عبارة الرئيس ترامب افقدته مصداقية ما يردده من  احترام  حرية التعبير وحرية الصحافة والراي والراي الاخر ، ولم يكتف الرئيس ترامب بهذا الوصف للمراسلة ( ناتاشا برتراند) فقد بذل كل ما يستطيع  لدفع الشبكة الى بث تقرير يناقض التقرير الذي تحدث عن عدم حدوث  ضرر " كبير في " فوردو " و " فشل عملية نقل اليورانيوم المخصب " وذلك للطعن بها ومصداقيتها  ويريد بكل الطرق ان يقول انه رجل " المعجزات " ولا يخطئ باي قرار يتخذه ،  ولربما بات يفكر الان بمقاضاة  الصحافية قانونيا لكونه يتمتع بروح عاليه من الانتقام الناتجة عن النرجسية والغرور و" السلطة السياسية  " وسلطة المال " .
سلوك لم يسبق لرئيس قبله انه مارسه ، كما لم يسبق لرئيس مثل ترامب ان تبادل المنافع مع رئيس لوزراء اسرائيل واقصد علاقته بنتنياهو ، فما زالت العلاقة بين الاثنين تطاردها عشرات ان لم تكن مئات الاسئلة ، واقصد طبيعة هذه العلاقة وتاريخها واسباب قوتها لهذه الدرجة التى تجعل ترامب يصف نتنياهو بانه بطل بل  ويطالب وبكل جراة ولا اريد قول " وقاحة " دولة الاحتلال " بالعفو " عنه ووقف محاكمته وهو امر استفز دولة الاحتلال التى تُسوق نفسها بانها الديمقراطية الوحيدة في الشرق ، وبالعلاقة الحالية بين " الاب ترامب " والابن " نتنياهو " ادرك الجمهور الاسرائيلي الذي غٌلف دماغه على مدى عقود طويلة بان لهذا " الرعاع " دولة مستقلة يمكنها ان تتخذ قرارا استراتيجيا واحدا بدون الرجوع " للام المرضعة "   ماما اميركا او " الاب الحنون " بابا اميركا .
الرئيس ترامب عبارة عن  " بلدوزر"  لا يفكر بما يوجد تحت عجلاته ، وهنا اقصد قوة الولايات المتحدة الاميركية وفائض القوة الموجودة  لديه كشخص وكرئيس  و تحديدا في هذا الظرف الدولي ، وهنا تكمن  نقطة ضعفه فهو يرى العالم كما يتمناه ، ويعتقد انه يحكمه  و يستطيع فعل ما يريد ، وفي ذروة هذه النشوة تفاجأ بنتائج مدينة نيويورك ، التى استطاع فيها ( الشاب المسلم زهران ممداني  ) من  الفوز بالانتخابات التمهيدية واقترابه من ان يصبح عمدتها   ، وهو امر لا اعلم شخصيا كيف تعامل ويتعامل معه وهو من الناحية العملية ابن نيويورك ، فهى لطمة كبرى ان يحدث ذلك في نيويورك التى طالما اعتبرها ترامب وعتاة الصهاينة انها معقلهم و قلعتهم  المحصنة ؟؟
والسؤال المهم كيف سيتعامل ترامب مع نتائج انتخابات نيويورك ، والاهم كيف سيتعامل مع ضراوة الصراع المجتمعي وفي اوساط " اولاد النخب " التى ترفض سياساته  وقبله بايدن كسياسات جائرة  تجاه الشعب الفلسطيني والتى لا تتسق مع مبادىء الدولة الاميركية وتحديدا ( الحرية والعدالة ) ؟؟ 
شخصية كشخصية ترامب لا تتحمل ان يقال لها ( لا ) ولكن ان تم ذلك فالهزة النفسية والعقلية له ستكون اقرب للزلزال .
Rajatalab5@gmail.com

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences