غارات إسرائيلية على غزة عقب خلاف حول هوية جثامين سلّمتها حماس
في تصعيد جديد، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على قطاع غزة صباح اليوم السبت، وذلك بعد تعثر جديد ومثير للجدل في مسار تسليم جثامين المحتجزين بين حركة حماس والاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال أن ثلاث جثامين سلّمتها حركة حماس ليل الجمعة "لا تعود لأي من المحتجزين الإسرائيليين"، وفق نتائج الفحوصات الأولية، وهو ما ردّت عليه حماس ببيان توضيحي، متهمةً الاحتلال بـ"رفض آلية للتحقق المسبق من الهوية".
وأدى هذا الخلاف، الذي يُعد الثاني من نوعه في ملف الجثامين الحسّاس، إلى استئناف القصف الإسرائيلي في محيط خان يونس جنوب القطاع، في خطوة وصفتها مصادر فلسطينية بأنها "رد ميداني مباشر" يهدد بنسف الاتفاق الهش الذي رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر خلال الأسابيع الماضية.
وبدأت الأزمة مساء الجمعة، عندما سلّمت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – ثلاثة جثامين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضمن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الجثامين.
لكن بعد ساعات، أعلن مصدر عسكري إسرائيلي أنه "لا يعتقد أن الجثامين تعود للمحتجزين الإسرائيليين"، قبل أن يتم تأكيد ذلك رسميًا صباح السبت.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال لوكالة "فرانس برس" إن الفحوصات المخبرية أثبتت أن الجثامين الثلاثة لا تخص أيًّا من المحتجزين الإسرائيليين، مؤكدًا استمرار التحقيق في مصدرها وهويتها.
من جانبها، أصدرت كتائب القسام بيانًا أوضحت فيه:
"قمنا بالأمس وفي إطار عدم إعاقة عمليات تسليم الجثث، بعرض تسليم ثلاث عينات لعدد من الجثامين المجهولة الهوية، لكن العدو رفض استلام العينات وطلب استلام الجثامين كاملة لفحصها، فقمنا بتسليمها لقطع الطريق على ادعاءاته."
وتشير رواية القسام إلى أنها كانت تسعى لإجراء فحوصات DNA مسبقة للتحقق من الهوية قبل تسليم الجثامين الكاملة، وهو ما رفضه الاحتلال الذي أصر على استلام الجثامين مباشرة دون اختبارات أولية.
ويُتوقع أن يعمّق هذا الخلاف التوتر الميداني والسياسي بين الجانبين، في ظل تحذيرات من انهيار مسار الوساطة الإقليمية التي تقودها القاهرة والدوحة بدعم من واشنطن.








